تجتاح مدينة سطات، عاصمة منطقة الشاوية في المغرب، حاليا موجة من الحزن، تأثرا بوفاة شاب في الثلاثين من عمره، لقي مصرعه في حفرة عميقة لم تكن مسيجة،أو يحمل محيطها أية إشارة تدل على وجود أشغال قيد الإنجاز. ومما ساهم أكثر في التعجيل بوفاته، وجود أدوات حديدية حادة داخل الحفرة، ومعاناة الضحية من ضعف في البصر، حيث ظل ينزف إلى أن أسلم الروح لخالقها. وألقى هذا الحادث المأساوي بظلاله على أحاديث سكان المدينة، وانتقلت القناة التلفزيونية المغربية "الأولى" من الرباط إلى سطات، لإنجاز روبورتاج من عين المكان، قدمته في نشرة الأخبار الرئيسية ليلة أمس الجمعة من خلال زيارة لبيت أسرة الضحية الكائن في درب الصابون،وسط المدينة. و من وراء دموعها، حكت والدته عن مشاعر الحزن والأسى التي تحس بها، نتيجة فقدانها لإبنها الشاب، الذي خرج من المنزل لشراء علبة سجائر، فوجد الموت في انتظاره، نتيجة إهمال بعض المسؤولين عن الورش لعملهم، وعدم قيامهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل التسييج والتشوير وغيرهما. وأجمع شهود عيان على أن المكان كانت تنعدم فيه تماما علامات التشوير أو حواجز أمنية لتنبيه الراجلين،علما أن الأشغال تجري فيه منذ شهر رمضان. وحملت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بسطات المسؤولية للشركة المكلفة بالورش،مادامت لم تحترم شروط السلامة المنصوص عليها في دفتر التحملات،حسب تصريح أحد المسؤولين عن الوكالة. وقد تم فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة ملابسات الحادث،ويوجد عمال الورش الآن قيد الحراسة النظرية لاستكمال البحث.