في خطوة للفت الإنتباه إلى مطالبهم الإجتماعية، احتجّ العشرات من سكان «حي بركم» على أوضاع حيهم، الذي يعاني «التهميش والإقصاء والفوضى، دون أي تدخل يذكر للمصالح المعنية وفي غفلة من المنتخَبين المفترَض فيهم تمثيل الساكنة والدفاع عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية»، يقول فاعل جمعوي من المنطقة شارك في المسيرة الاحتجاجية، التي انطلقت من الحي وجابت أهمَّ شوارع «إمزورن»، وصولا إلى مقر البلدية. كما نظمت في مقر البلدية حلقية مركزية ووقفة مطلبية لإشعار المسؤولين بضرورة الاستجابة لمطالبهم «العادلة والمشروعة»، والتي حملتها لافتات المحتجين وشعاراتهم المنددة بما أسموه «سياسة الوعود الكاذبة»، التي ينهجها المجلس البلدي في التعامل مع المشاكل التي يعاني منها الحي، خصوصا ما يتعلق منها بالتردي الذي وصفوه ب«الخطير» للوضع البيئي، نتيجة غياب قنوات الصرف الصحي وانعدام النظافة بسبب اقتصار شركة «بيزورنو»، المكلفة بجمع النفايات الصلبة على تخصيص حاويتين فقط لجمع الأزبال، رغم شساعة الحي وكثافة نموه الديموغرافي. كما طالب المحتجون بربط حيهم بالإنارة العمومية وبفتح مسالك طرقية من أجل فك العزلة عنه والتخفيف من حدة الإقصاء الإجتماعي الذي يعانيه، إضافة إلى مطلب فتح المركب النسوي، الذي ظل مغلقا منذ تدشينه سنة 2007، دون معرفة أسباب ذلك، يقول الفاعل الجمعوي ذاته. ومن جانبه، ركّز رئيس جمعية «بركم» للبيئة ولتنمية، في كلمة ألقاها في الوقفة الاحتجاجية، التي كانت مناسبة لطرح مختلف المشاكل والعراقيل التي تحول دون التنمية في حيهم السكني، على «استعدادهم، كساكنة، لمواصلة الاحتجاجات حتى يتم تحقيق جميع مطالبهم العادلة والمشروعة». كما أكد عبد الكريم الزكاغي، أحد سكان الحي، حجم المعاناة اليومية للساكنة أمام المشاكل الاجتماعية المتفاقمة في حيِّهم، والتي باتت ثقلا لا يطاق، حسب وصفه، مطالبا كل الجهات المسؤولة، محليا وإقليميا، بضرورة أخذ مطالب الساكنة بعين الاعتبار، وتابعا أنه «إضافة إلى مشكل غياب قنوات الصرف الصحي، فإن نوعية تربة عموم الأراضي المكونة للحي تُشكّل عائقا أمام مطمورات المنازل (les fosses septiques) لأداء وظيفتها، لكون هذه التربة لا تسمح بتسرب المياه العادمة، مما ينتج عنه روائح كريهة تنتشر في الحي وتتسرب إلى داخل المنازل، مع ما يترتب عن ذلك من انتشار كبير لبعض الحشرات، التي لا تؤثر على السكان فقط بل حتى على المارة، وهو ما من شأنه أن يؤثر سلبا على صحة المواطنين. ويضيف الزكاغي أن مشكل التربة يعمّق معاناة الساكنة أكثر في موسم الأمطار، حيث تعُمّ الأوحال ويصبح من الصعب جدا على مجموعة من وسائل النقل المرور بهذا الحي، وهو ما يدعو هذه الوسائل إلى تجنب الوصول إليه، مما يزيد من معاناة السكان، إذ يصبح الحي في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، مما يستلزم التزفيت الاستعجالي لأزقة الحي قصد التخفيف من هذه المعاناة اليومية، يضيف المصدر نفسه.