نظم سكان حي بوعيطة بمدينة آيت ملول وقفة احتجاجية أمام مدخل الحي شارك فيها عشرات النساء والرجال والأطفال، وبمؤازرة عدد من المهتمين بالشأن الجمعوي بالمدينة. وحمل المتظاهرون الصور الملكية والأعلام الوطنية ورددوا شعارات مطالبة بحقهم في السكن اللائق ورفع التهميش عن حيهم، مستنكرين في الوقت نفسه تجاهل الجهات المسؤولة لأي مبادرة تنموية لحيهم الملقب بشيخ الأحياء اعتبارا لتصنيفه ضمن أقدم أحياء المدينة. وأكد عدد من السكان أن المجالس المنتخبة المتعاقبة عملت على تهميش حيهم وإقصائه عكس باقي الأحياء الأخرى المماثلة التي عرفت أشغال التبليط وإعادة الإصلاح خلال السنوات الأخيرة. وأضاف هؤلاء أن حي بوعيطة رغم أقدميته وتوسطه أحياء نموذجية بالمدينة كحي أكدال الراقي ومجموعة من التجزئات السكنية المجاورة، فإنه لم يحظ باهتمام المسؤولين بقدر ما كان ينظر إليه كخزان انتخابي فقط تتم زيارته كلما اقتربت الانتخابات. واعتبر المحتجون أن الحي المذكور ظل لسنوات عديدة محروما من مجاري الصرف الصحي والماء الصالح للشرب، وهو ما حتم على الساكنة ضرورة التكتل في إطار جمعية تنموية استطاعوا من خلالها جلب الماء الصالح للشرب عبر حفر بئر بجوار مسجد الحي، كما تم ربط منازل الساكنة بشبكة الصرف الصحي، غير أن البنية التحتية لهاته الشبكة أصبحت مهترئة ومتقادمة مع مرور السنوات في غياب دراسة تقنية نموذجية، حيث أضحت قنوات الصرف الصحي تختنق مع أولى زخات مطرية قبل أن يتحول الحي برمته إلى بركة مائية. وما زاد الطينة بلة يقول هؤلاء، هو اشتراط مصالح الوكالة المستقلة المتعددة الاختصاصات دفع مبالغ مالية تقارب 20 ألف درهم مقابل ربط منازل الساكنة بشبكة الماء الصالح للشرب، دون مراعاة ظروف ساكنة الحي التي ترزح غالبيتها تحت الفقر. وأضاف السكان أن الأمراض باتت تنخر ساكنة الحي خصوصا الأطفال الصغار، إذ سجلت إصابات بأمراض الجلد والحساسية نتيجة انتشار الروائح النتنة المنبعثة من قنوات المياه العادمة، هذا في وقت لازال فيه المستوصف الصحي القريب مغلقا لأزيد من سنة، الأمر الذي يجعل المرضى يضطرون إلى الاستعانة ببعض الأعشاب التقليدية بدل تتبع الوصفات والأدوية الطبية. وفي السياق نفسه، عبرت مجموعة من ساكنة حي بوعيطة ممن تكتري بيوتا مشتركة رفقة عائلاتهم، عن معاناتها المستمرة مع البيوت الآيلة للسقوط جراء تقادم البنايات التي يرجع تاريخ بنائها إلى الثلاثينيات، ناهيك عن غياب أزقة تتسع لدخول المسعفين إذا اقتضى الحال ذلك، وهو ما أصبح يشكل خطرا محدقا بعائلاتهم التي تعيش في ظل ظروف اجتماعية مزرية محرومة من أبسط ضروريات الحياة، ودعوا في هذا الإطار الجهات المعنية إلى التدخل قصد إنصافهم قبل حدوث كارثة إنسانية . هذا وقد وزع على الحاضرين في ختام هاته الوقفة الاحتجاجية، التي امتدت لنحو ساعة من الزمن، بيان في الموضوع، حمل من خلاله المحتجون الجهات المنتخبة المسؤولية عن عدم إيلاء حيهم العناية اللازمة، وناشد البيان نفسه الجهات المعنية الاستجابة لملفهم المطلبي بإعادة تأهيل حيهم وإدماجه ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قصد رفع التهميش والإقصاء عنهم، كما دعوا جميع الضمائر الحية والفعاليات الجمعوية والسياسية والنقابية إلى مؤازرتهم في نضالهم وتبني مطالبهم العادلة والمشروعة.