علمت «المساء» من مصادر مطلعة من داخل السجن الفلاحي «العدير» أن التأديبات والتنقيلات الأخيرة، التي أقرتها المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج في حق عشرة موظفين بالسجن الفلاحي «العدير»، لا علاقة لها فقط بقضية فرار السجين، كما روجت لذلك إحدى الجرائد الوطنية، مضيفة أن الحارس الذي كان مكلفا بحراسة السجين الهارب تم تنقيله إلى مدينة الدارالبيضاء بعيدا عن أسرته التي تستقر بالجديدة، رغم أن مصادرنا العليمة أكدت أن هذا الحارس لم تتبق له سوى ثلاثة أشهر تقريبا على تقاعده. وحسب نفس المصادر، فإن التأديبات أو التنقيلات كان يجب أن تتم في حق المسؤول أو المسؤولين عن تكليف حارس كبير في السن لم تتبق له سوى بضعة أشهر على التقاعد بحراسة سجناء شباب أثناء قيامهم بأعمال خارج الزنازن، والذين كان من بينهم السجين الفار قبل أسبوعين، الذي كانت «المساء» قد انفردت بنشر تفاصيل خبر فراره على صدر صفحتها الأولى. وتضيف المصادر ذاتها أن الأجواء داخل إدارة السجن الفلاحي «العدير» تعرف توترا كبيرا غير معلن بين مدير السجن وبعض الموظفين الموالين له من جهة، وبين باقي الموظفين من جهة ثانية. وقالت مصادر جيدة الاطلاع بالسجن الفلاحي العدير إن المدير الحالي للسجن بات يتفنن في اقتناص الأخطاء والهفوات للحراس والموظفين، رغم بساطتها، مضيفة أنه بلغ به الأمر حد ترصدهم وتصويرهم بواسطة كاميرا خاصة أثناء تكليفهم بمهام معقدة دفعة واحدة. وأكدت مصادرنا أن إدارة السجن تتعمد تكليف الموظفين الشباب بمهمة «الرعي» ومراقبة السجناء في وقت واحد، مما يجعل مهامهم معقدة. كما توالت قرارات التأديب في حق عدد من الموظفين وتنقيل البعض الآخر بسجن العدير بشكل وصف من طرف بعض الموظفين ب»التعسفي» و»المزاجي». وحسب نفس المصادر، فإن الإجراءات التأديبية بالجملة التي تتم في حق الموظفين بالسجن الفلاحي العدير تستوجب إيفاد لجنة تقص وتحقيق موضوعي في علاقة الإدارة بجزء كبير من الموظفينن، قبل أن ينفجر الوضع داخل هذا المركب السجني. يذكر أن الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج أصدرت قرارات تأديبية في حق عشرة موظفين، لكن مصادرنا أكدت أن تلك التنقيلات والتأديبات كانت ملفاتها جاهزة قبل فرار السجين أثناء قيامه ببعض الأشغال بساحة السجن، حيث لم يتمكن الحارس «الشيخ» من اللحاق به. كما يذكر أن السجين، الذي يتحدر من مدينة آزمور، لازال في حالة فرار إلى حدود كتابة هذه الأسطر، حيث كان يقضي عقوبة سجنية مدتها ستة أشهر قضى منها أربعة. وفي اتصال ل»المساء» بإدارة السجن الفلاحي «العدير» لمعرفة وجهة نظر الإدارة في المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مصادرها المطلعة، أكد لنا أحد الموظفين أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج هي الكفيلة بالرد على الصحافة لكون المؤسسة السجنية تخضع لنظام عسكري وغير مخول لها الإدلاء بتصريحات صحفية.