بالرغم من الجدل الإعلامي الذي أثاره باعتماده لأحاديث نسبها إلى الرسول (ص) تتحدث عن مدينة فاس «المقدسة»، ما زال العمدة شباط يواصل «مسلسل» التفقه في الدين. فقد خصص افتتاحية العدد الأخير (عدد شتنبر) من جريدته الشهرية «غربال القرويين» لشرح الآية الكريمة التي يقول فيها الله سبحانه: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له». وقال في شرحه لهذه الآية، في افتتاحية وقعها باسمه كمدير لجريدته المحلية، إنه «لا يمكننا أن ننتظر التغيير من أعلى عليين دون أن تكون لنا نحن الرغبة الحقيقية في هذا التغيير». هذا قبل أن يربط «استنجاده» بهذه الآية الكريمة «بما تشهده مدينة فاس من أوراش كبرى غيرت نظرة الكثيرين إليها»، وأصبحت في نظر الصحفي شباط والذي يتولى في الوقت ذاته رئاسة مجلسها الجماعي، «نموذجا يحتذى به على صعيد الإصلاح والتغيير في مدن أخرى». وذكر شباط في معرض شرحه للآية الكريمة أن هذا التغيير «بدأناه بالتفكير وانتهينا إلى تطبيقه على أرض الواقع بالرغم من الإمكانيات البسيطة جدا التي كانت متوفرة حين تحملنا المسؤولية سنة 2003». وسجل أن شعاره في البداية كان هو «إيقاف النزيف»، «حيث كانت فاس تعيش حالة من التردي والشلل خاصة في ما يتعلق بالديون التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تصيب فاس بالشلل التام». وقال إنه تمكن بمساعدة من وصفهم بالخيرين من أبناء المدينة وأطر المجلس وكوادره ومنتخبيه من إيقاف النزيف، مما عافى المدينة، في نظره، من تعرضها «لسكتة قلبية مميتة». ويحيل العمدة شباط في حديثه عما يسميه بالنزيف إلى تجربة التسيير السابقة التي تحملها حزب الاتحاد الاشتراكي، حليف حزب الاستقلال الذي ينتمي إليه العمدة، في الكتلة والحكومة. وعاد شباط، في ذات الافتتاحية التي خصصها لشرح الآية الكريمة التي تتحدث عما يسميه ب«التغيير»، إلى مهاجمة منتقديه، وربط بين انتقاداتهم وبين ما سماه بمقاومة التغيير. وقال إنه تجاهل تلك الانتقادات المقاومة للتغيير، فكانت النتيجة، يورد الصحفي شباط، «إنجازات على الأرض التي سعينا في خدمتها، ومشاريع يستفيد منها المواطن، وما زلنا نعمل وما زالوا يتقولون، وتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تحويلا»، يضيف كاتب الافتتاحية المعنونة ب«صناعة التغيير ومقاومة التغيير». وكان العمدة شباط قد نسب في إحدى كلماته، في ندوة حضرها الوالي حسن أوريد والوالي محمد غرابي بفاس، حديثا إلى الرسول (ص) يتنبأ فيه بظهور فاس وفيها أناس تقاة. ونسب شباط إلى الرسول (ص) قوله في هذا الحديث: «ستكون بالمغرب مدينة تسمى فاس أهلها أقوم أهل المغرب قبلة وأكثرهم صلاة، أهلها على السنة والجماعة ومنهاج الحق لا يزالون متمسكين به لا يضرهم من خالفهم، دفع الله عنهم ما يكرهون إلى يوم القيامة».