يجد العديد من الناس صعوبة في مواصلة حميتهم الغذائية في رمضان والالتزام بقيودها مع حلول شهر رمضان، حيث تملأ المأكولات الدسمة والحلويات موائد الإفطار وتدفع متتبعي الحمية إلى «تأجيلها» إلى ما بعد رمضان، حتى يتسنى لهم الاستمتاع بما لذ وطاب من الأكل. وهنا، قد يفوّت الإنسان على نفسه فرصة ممتازة لمواصلة الحمية في رمضان، مع إجراء بعض التعديلات البسيطة وامتلاك الإرادة القوية، وهنا نعني بالحمية الغذائية تلك الخاصة بفقدان الوزن على الخصوص، والتي يجب أن تكون وجبة متوازنة تحتوى على كل العناصر الغذائية اللازمة. يمكن الاستعانة بالهرم الغذائي الذي يبّين بشكل عام أنواع الطعام التي يمكن تناولها يومياً، بالإضافة إلى الكمية التي يحتاجها الجسم، إذ من الضروري الابتعاد عن الحميات القاسية، كحمية الصنف الواحد والحمية التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والصوديوم، لأن وجودهما بنسب عالية في الطعام قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم طيلة السنة، وخصوصا في شهر رمضان، لأن اتباع حميات غير متوازنة كهذه يشكل خطرا على الصحة في رمضان، حيث من المهمّ الالتزام بقواعد التوازن الغذائي حتى لو كنا بصدد إتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن. ويعتبر الصيام، في حد ذاته، حمية غذائية ممتازة لإنقاص الوزن إذا تجنبنا عاداتنا السيئة في الإسراف. وعند اتباع حمية معينة، يمكن مواصلتها حتى في رمضان عن طريق إجراء تعديلات بسيطة تتمثل في الأمور التالية: الاستغناء عن تناول السر والسريات واستبدالها بالتمر لفوائده وسهولة هضمه. الاعتماد على الخضر والفاكهة والقليل من البقول والقليل من الخبز الكامل للحصول على حاجتك من النشويات، إذ يمكن تناول حصة واحدة من الحريرة، التي توفر ما تحتاجه منها وفي نفس الوقت تنبّه المعدة إلى ضرورة البدء في عملية الهضم. تعويض العصائر المعلّبة الصناعية بعصائر طبيعية، والأفضل بفاكهة طازجة. تناول الحليب ومشتقاته الخالية من الدسم، وبالنسبة إلى البيض، يمكن سلقه وإزالة الأصفر وتناول الأبيض منه فقط. تأخير وجبة السحور، التي تعتبر أساسية خلال شهر رمضان، حتى تمدّ الجسم بالطاقة أثناء الصيام، بتناول وجبة سحور شاملة قبيل الفجر، تتضمّن اللحوم والنشويات والحليب أو أحد مشتقاته. أما الإفطار فيجب أن يتضمّن وجبة خفيفة من الحساء والتمر والفاكهة والقليل من الخبز، بينما يتعيّن أن تقوم وجبة العشاء التي يجب تناولها بعد ثلاث ساعات من الإفطار، ويمكن أن تحتوى على طبق خفيف من السمك غير المقلي ومن الخضر. يجب زيادة شرب الماء لتعويض الكمية المفقودة منه أثناء الصيام، لمساعدة الجسم على التخلّص من السموم. تفادي تناول الحلويات مباشرة بعد الأكل، ما يؤدّي إلى التخزين الزائد عن الحاجة في صورة دهون. يمكن اختيار يوم في الأسبوع لتناول القليل من الوجبات التي لا يُسمَح بتناولها عادة، حتى لا يشعر المرء بالحرمان. وأخيرا من الضروري ألا تغيب عن برنامج الحمية التمرينات الرياضية، على أن تُمارَس قبل وجبة الإفطار بنصف ساعة أو بعدها بساعتين على الأقل، لتُخلّص من الدهون المخزّنة، لأن تركيز السكر في الدم يكون منخفضا، وبالتالي يكون مستوى الأنسولين في الدم منخفضا هو الآخر، ما يعني أن فرص التخلص من الدهون المخزّنة تكون أكثر بكثير، لأنه سيتم استخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الرياضي، حيث دعم الجهاز العصبي استخدام الدهون كمصدر للطاقة لكون نسبة السكر منخفضة في الدم. يمكن أن يواصل من يعاني السمنة الحمية بعد رمضان وأيضا صيام بعض الأيام من الأسبوع مرضاة لله، تعالى، أولا، ولمواصلة فقدان الوزن، إذا لم يصل بعدُ إلى وزنه الصحي.