إلى جانب القيمة الدينية والروحية والنفسية للصوم، نجد أيضا أن له قيمة صحية إيجابية على الجسم كما جاء في أحاديث نبوية عديدة، وكما أثبتت ومازالت تثبت الأبحاث العلمية الحديثة بعد 14 قرنا من فرض الصيام مؤكدة على أهمية عملية الصوم وفوائده الجمة إلى درجة أن مراكز استشفائية أوربية تبنت طريقه الصوم الإسلامية كأحد وسائل العلاج الفعالة ضد بعض الأمراض. ولا ننسى أن رمضان هو أيضا فرصة مواتية يجب استغلالها لتخلص من بعض الكيلوغرامات الزائدة، ومن بعض المشاكل الصحية الأخرى كارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، كذلك فرصة لاكتساب إرادة قوية للتحكم والصبر على الجوع، وبالتالي التحلي بالإرادة والقدرة على إتباع الحميات الغذائية لاحقا، إلا أنه أحيانا عند بعض الأشخاص تنقلب لديهم الآية فيسارعون إلى اقتناء أنواع الحلويات والسكريات والتهافت على تحضير شتى الأطباق الدسمة على طول الشهر ظنا منهم أن هذا ما سيجعلهم يتحملون مشقة الصيام خلال اليوم وهذه الفرضية ليست بالضرورة صحيحة، إذ أن الأمر لا يتعلق فقط بكمية الأكل، بل أيضا بالقيمة الغذائية لما نأكل والكيفية التي نأكل بها، وهذا ما يفسر أن بعض الناس يتعجبون من اكتساب الوزن بعد رمضان وهذا يدل على أنهم لم يستفيدوا صحيا من فوائد الصيام، ومن هنا تتجلى أهمية الإقلاع عن العادات الغذائية الخاطئة واتباع طرق صحية للصوم.