يمارس معظم الصائمين عادات غذائية خاطئة في رمضان فيعمد الكثير منهم إلى الإسراف في تناول الطعام والتركيز على أنواع محددة من الأطعمة معظمها عالية السعرات الحرارية وغنية بالدهون المشبعة فيفقد الصيام فوائده الصحية التي تؤثر على جميع أجهزة جسم الإنسان . وبما أن الطقس يؤثر على حياة الإنسان وصحته بما فيها عملية التغذية والهضم والامتصاص حيث أن لكل فصل من فصول السنة نوعية من الطعام الذي يلائمه. ففي فصل الصيف ترتفع درجة الطقس وتزداد نسبة الرطوبة أحيانا ويزداد بذلك نسبة التعرق بغزارة . مما يؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح الحيوية بشكل كبير يؤدي أحيانا إلى الإصابة بالانهاك الحراري الذي يضر بالإنسان ويشكل خطورة كبيرة على صحته . ولمزيد من الاستفادة في موضوع التغذية خلال رمضان التقينا بالأستاذة أسماء زريول أخصائية في علم التغذية والحمية وكان لنا معها هذا الحوار. ما هي الفوائد الصحية للصوم؟ للصيام فوائد عديدة تخص جميع أجزاء الجسم كالجهاز الهضمي الذي يرتاح لبضع ساعات من العمل مما يزيد من كفاءته لاحقا. ويفيد الصيام بعض المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري حيث أن مرضى السكري من النوع الثاني الذين يمكنهم الصيام قد تتحسن حالتهم بعد شهر رمضان، نفس الأمر بالنسبة لمرضى النقرس ومن يعانون من ارتفاع الدهون بالدم، كما أنه فرصة حقيقية لتخفيض الوزن لدى من يعاني من السمنة إذ أن الجسم خلال مدة الصيام يتخلص من فائض الدهون التي لديه ومن الخلايا الضعيفة ويحفز الجسم على تجديد خلاياه . إضافة إلى الفوائد الروحية والنفسية للصيام حيث يبعث على السكينة والهدوء، وكل هذه الفوائد لاتتحقق إلا إذا تعلق الأمر بصوم إسلامي صحيح اتبعنا فيه الهدي الشريف في الإفطار والسحور بكل التفاصيل، إذ أن هذا هو الكفيل بتحقيق الفوائد الصحية. وقد جاءت أحاديث عديدة تبين فوائد الصيام. ففي حديث رواه النسائي عن أبي أمامة " قلت: يا رسول مرني بعمل ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني " صوموا تصحوا " وهذا يعني أن في الصيام منفعة للبدن. بالنسبة للذين الذين يتبعون الحمية ويمارسون الرياضة هل بإمكانهم متابعة ذلك خلال رمضان؟ تختلف أنواع الحميات الغذائية حسب الهدف منها كتخفيض الوزن أو لاكتساب بعض الكيلوغرامات أو لأسباب مرضية تستدعي اتباع حمية معينة. وفي جميع الأحوال يعتبر الصيام الإسلامي الصحيح بحد ذاته حمية يجب الحرص على إتباع قواعدها كتعجيل الإفطار وتأخير السحور وعدم الإسراف في الأكل، أما عن الرياضة فيمكن ممارستها خلال شهر رمضان إذا لم يكن هناك مانع طبي حيث يجب اختيار المكان والزمان المناسبين لذلك إما قاعة رياضية مجهزة أو مكان بعيد عن التلوث وهنا ننصح بالرياضة الخفيفة والتي ليس فيها عنف كالمشي مثلا ويمكن ممارستها إما قبيل الإفطار أو ثلاث ساعات بعد الإفطار . يتزامن شهر رمضان الكريم مع فصل الصيف مما يجعل الصائم عادة يتناول كميات مهمة من الماء عند الإفطار فهل من مخاطر صحية بسبب ذلك؟ تزامن رمضان المبارك مع الصيف يستدعي الاهتمام أكثر بترطيب الجسم وتعويض ما خسره من ماء أثناء الصيام. فشرب كميات مهمة من الماء لا ضرر فيه شرط أن يكون ذلك على فترات متفرقة بعد الإفطار كشرب ثلات أكواب من الماء كل ساعتين بعد الإفطار وإعطاء أهمية كبرى للخضراوات والفاكهة الغنية بالماء. هل لحضور الفواكه الصيفية في المائدة الرمضانية أثر إيجابي على صحة الصائم؟ لاشك أن هذا الأمر ايجابي جدا فالفاكهة الصيفية لها ميزة مهمة وهي أنها غنية بالماء وأيضا الفيتامينات والألياف والأملاح المعدنية وبالتالي فتناولها هو وسيلة ممتازة لترطيب الجسم ومنحه ما يحتاج من مغذيات. ما هي وجبة السحور المثالية التي تنصحين بها؟ وجبة السحور هي وجبة رئيسية ضرورية في رمضان ووجبة السحور المثالية هي المتوازنة الغنية والمتنوعة بما تحتويه من عناصر غذائية مفيدة إذ من الضروري أن تحتوي على التمر وأحد مشتقات الحليب القليل من الفاكهة أو عصير الفاكهة أو الخضار أو الخبز الكامل أو شوربة حريرة أو شوربة القمح وقطعة لحم خالية من الدهون. المهم أن لا تحتوى على الكثير من الدهون أو الملح حتى لا يزيد ذلك من الإحساس بالعطش لاحقا عند الصيام. من المهم كذلك الحرص على تأخيرها كما جاء في الهدي النبوي الشريف لأن تناولها مبكرا يزيد من فترت الانقطاع عن الأكل والشرب وهذا الأمر سيقف عائقا أمام تحقيق فوائد الصيام على الجسم وسيؤدي إلى الإرهاق.