توصلت «المساء» من مصادر عليمة أن نزار بركة، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، قد تنازل لعبد الله البقالي، رئيس تحرير جريدة «العلم»، عن الترشح كوكيل للائحة حزب الاستقلال في العرائش. وكان بركة قد أخبر البقالي، أثناء إحياء ذكرى معركة وادي المخازن في ناحية العرائش أنه سيدعمه للترشح في دائرة العرائش، وعاد ليؤكد له ذلك، يوم الأحد المنصرم، أثناء الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب في الرباط. وكان نزار بركة، الذي يشغل مهمة المنسق الجهوي لحزب الاستقلال في الشمال، قد واجه قبل أسابيع، نقدا لاذعا من طرف قواعد الحزب في مدينة القصر الكبير (ثاني مُدن دائرة العرائش) الذين اعتبروا أن ولاية عباس الفاسي على دائرتهم لم تعمل إلا على إضعاف الحزب، الذي أصبح محط انتقادات من طرف الناخبين الذين يلاحظون الغياب التام لممثلهم الاستقلالي عباس الفاسي. وكان أحد أعضاء شبيبة الحزب قد توجه، خلال هذا اللقاء، إلى نزار بركة قائلا: «شفناك ولّيتي تْجي عندنا بْزّاف، ياك ما باغي تترشح عندنا فالدائرة بحال عباس الفاسي؟».. وقد سبب هذا التدخل إحراجا لنزار بركة، الذي هو أيضا صهر عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، يؤكد مصدر «المساء». وبابتعاد نزار بركة عن دائرة المنافسة على «دائرة عباس الفاسي»، يجد عبد الله البقالي، ابن مدينة العرائش، نفسَه أمام مرشحين شرسين، الأول هو عبد الناصر الحسيسن، القادم إلى حزب الاستقلال من التجمع الوطني للأحرار، وهو مدعوم من طرف المفتش الإقليمي للحزب وكذا من طرف بعض رؤساء الجماعات القروية «الاستقلالية». والثاني هو محمد سعود، الكاتب الجهوي للحزب في الشمال، والذي جاء إلى حزب الاستقلال من الحزب الليبرالي. ويذكر أن محمد سعود، الذي كان ممنوعا من الترشح لولايتين انتخابيتين، بناء على حكم المحكمة، كان يعتبر من أكبر الداعمين لعبد الله البقالي في الترشح للبرلمان. «لكن سعود حصل، مؤخرا، على «رد الاعتبار» من المحكمة، بمساعدة عباس الفاسي، وقد قام بجولة بين رؤساء الجماعات «الاستقلالية»، يُطلعهم على الوثيقة القانونية التي تسمح له بدخول غمار الانتخابات المقبلة. وكان سعود قد أقام، مؤخرا، وليمة في فندق «الرياض» في العرائش، والذي هو في ملكه، الشيء الذي اعتُبر حملة دعائية لحشد الدعم لذاته وإعلانا عن فك الارتباط مع عبد الله البقالي. وبالإضافة إلى هذين المنافسين، يجد عبد الله البقالي نفسه مزحوما من طرف «ابن بلدياته» عبد اللطيف البقالي، الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغالين بالمغرب في العرائش، والذي يشغل، أيضا، منصب رئيس الجماعة القروية «عياشة». إلا أن مصادر «المساء» قالت إن هذا النقابي لا يشكل أي ثقل ولا يعدو كونه «أرنب سباق يعمل لفائدة عبد الناصر الحسيسن».