سرقت سارة بيلين الأضواء طوال الأيام الماضية، ليس فقط بسبب اختيار المرشح الجمهوري لخوض سباق الرئاسة جون ماكين لها كنائبة له، بل لكونها ملكة جمال سابقة ورياضية تهوى صيد الأيائل في ساعات الصباح الأولى! سارة بيلين التي أضحت تلف جسدها اليوم بفساتين طويلة وتضع مشبك العلم الأمريكي على صدرها، وتصر على ارتداء النظارات الطبية باهظة الثمن، وتقف بفخر في صفوف اليمين المحافظ، كانت قبل سنوات ملكة جمال مدرستها بمدينة «واسيلا» في ولاية ألاسكا، كما حملت لقب الوصيفة الأولى لملكة جمال الولاية بعد منافسة شديدة على تاج الجمال بأكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة، والتي اقتنتها أمريكا من روسيا القيصرية مقابل سبعة ملايين دولار فقط. ولم تتردد وسائل الإعلام في الهجوم على بيلين والسخرية من تجربتها في مجال «التمختر» على خشبات العرض والتنافس على ألقاب الجمال، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى رجال ونساء أشداء يستطيعون تحويل الهزيمة في العراق وأفغانستان إلى «نصر» مبين، وملاحقة بن لادن في كهوف المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، والنفخ في روح الاقتصاد المتدهور، وإعادة الاعتبار إلى الدولار المريض و... لائحة طويلة من الإصلاحات ستكون موضوعة على مكتب الرئيس الذي سينتخب في نوفمبر ويدخل البيت الأبيض بعد أشهر، لكن رغم ذلك فضل المرشح الجمهوري اختيار ملكة جمال سابقة ولاعبة كرة سلة موهوبة وقناصة مغامرة كي تجلس إلى جانبه في المكتب البيضاوي، رغم أنف وسائل الإعلام الليبرالية التي رفضت أن تجلس ملكة جمال سابقة على مرمى حجر من البيت الأبيض، في الوقت الذي يعاني فيه الرئيس مكين (في حال انتخابه) من أعراض الشيخوخة والأمراض المزمنة التي ترافق هذه المرحلة العمرية. الكثير من المحللين الليبراليين استنكروا اختيار مكين، واتهموه بالجشع والمتاجرة بمستقبل الولاياتالمتحدة من أجل استمالة أصوات النساء اللائي غضبن كثيرا لخسارة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. لكن سارة بيلين لم تكتف برسم ابتسامة واسعة على شفتيها المكتنزتين ورسم النظرة البلهاء التي عادة ما تعلو وجوه ملكات الجمال، بل استعرضت عضلاتها اللغوية في الليلة الثالثة من المؤتمر الوطني للحزب في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، وذكّرت الجميع بأنها قادت حملة شرسة من أجل تطهير مجلس حزبها الإقليمي من الفساد المالي. كما صوبت بيلين طلقاتها صوب المرشح الديمقراطي باراك أوباما، وقالت ساخرة: «لا أفهم كيف تستكثر علي وسائل الإعلام المنحازة بطريقة فاضحة إلى جانب أوباما اختياري كنائبة للرئيس، وتتهمني بالافتقار إلى الخبرة اللازمة لمثل ذلك المنصب رغم أنني كنت مسؤولة منتخبة وعمدة وحاكمة لولاية مهمة، في الوقت الذي يترشح فيه شخص، لا تتجاوز خبرته السياسية تنظيم سكان حيه وتدريبهم على كيفية طلب المساعدات الحكومية، لمنصب الرئيس»! وكان خطاب بيلين مناسبة كي تظهر للناخبين الجمهوريين وباقي الأمريكيين شخصيتها القيادية ومدى استعدادها كي تكون المرأة الثانية في هرم السلطة داخل الولاياتالمتحدة، لكن يبدو أن الأمريكيين لم يقتنعوا كثيرا بخطاب بيلين الحماسي، وهرعوا مباشرة بعد انتهائها من إلقاء الخطاب إلى أجهزة الكمبيوتر للبحث عن صورها بتاج الجمال وصورها وهي تلبس البيكيني، حيث قال المسؤولون عن موقع غوغل إن عشرات الملايين من طلبات البحث سجلت خلال اليومين الماضيين تحت اسم «بيلين المثيرة» و«بيلين العارية» و«بيلين الجميلة»، وقليلا ما كانت مواضيع البحث «خبرة بيلين» أو حتى «إنجازات بيلين»!