تواجه سارة بيلين حملة انتقادات واسعة ليس فقط من وسائل الإعلام الأمريكية الليبرالية، بل حتى من داخل الحزب الجمهوري الذي وصفها أحد أعضائه بأنها سرطان يجب اجتثاثه. المرشحة لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية، تحولت إلى هدف مثير لسخريته اللاذعة. حتى أن الممثلة «تينا في» قامت بتقليد سارة بيلين، برنامج تلفزيوني شهير، وكأنها تشارك في مؤتمر صحفي، وأظهرتها وكأنها إنسانة بلهاء قُذف بها إلى عالم السياسة دون أن تكون لها تجربة تُذكر. كما سخر البرنامج من مظهر بيلين، حيث عمدت الممثلة الكوميدية التي تقلدها «تينا في» إلى ارتداء تنانير قصيرة تتمزق حالما تحاول الجلوس على المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض. وظهرت في حلقة أخرى من البرنامج كمهووسة بأصبع أحمر الشفاه الذي تضعه على شفتيها قبل الخروج إلى كاميرات الصحفيين، بالإضافة إلى قيامها بالمشي على خشبة القاعة التي يقام فيها المؤتمر الصحفي بطريقة المُتنافِسات على لقب ملكات الجمال، في إشارة ساخرة إلى فوز سارة بيلين بلقب ملكة جمال مدرستها الثانوية واحتلالها الرتبة الثانية في مسابقة جمال ولاية ألاسكا. من الدفاع عن هيلاري إلى الهجوم على بيلين وكان البرنامج قد «أنصف» في الماضي هيلاري كلينتون التي كانت تخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ضد باراك أوباما، عندما سخرت فقرة من البرنامج من المعاملة «الرومانسية» للإعلام لأوباما مقابل الحملات الشرسة التي كانت تستهدف هيلاري كلينتون، حيث تم عرض فقرة كوميدية في البرنامج قام فيها ممثل يتقمص دور صحفي أمريكي طرح أسئلة «ثقيلة» على هيلاري كلينتون وهاجمها بضراوة، إلا أنه كان يكتفي بسؤال باراك أوباما عما إذا كان كرسيه مريحا أم لا، أو إذا كان يرغب في شرب كأس عصير، أو إذا كان يحتاج مخدة من ريش النعام توضع خلف ظهره من أجل راحته خلال المؤتمر الصحفي! وبعد فوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي وخروج هيلاري كلينتون من سباق الرئاسة، قام المشرفون على البرنامج (المعروف بتوجهاته الليبرالية) «بتجميع قواهم» والتركيز على المرشحة لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية، سارة بيلين التي تحولت إلى هدف أثير لسخريته اللاذعة. الممثلة «تينا في» أجادت كثيرا تقليد سارة بيلين في الحلقات الأخيرة من البرنامج، لكنها أثارت غيظ الكثير من الجمهوريين والجمعيات النسائية المحافظة التي رأت في تقليد «تينا في» مجرد ترويج لصورة بشعة عن أول امرأة تترشح لمنصب سياسي رفيع (نائب الرئيس) في تاريخ الحزب الجمهوري. وكانت «تينا في» قد قامت بتقليد سارة بيلين في إحدى حلقات البرنامج وكأنها تشارك في مؤتمر صحفي، وأظهرتها وكأنها إنسانة بلهاء قُذف بها إلى عالم السياسة دون أن تكون لها تجربة تُذكر، حتى إن ردها على سؤال صحفي بخصوص الأزمة بين جورجيا وروسيا كان: «ماذا تقول؟ هل هناك أزمة بين روسيا وجورجيا؟ في الحقيقة لقد أطللتُ من نافذة مطبخ بيتي هذا الصباح في ألاسكا ورأيت الجيران الروس على حالهم... إنهم مازالوا هناك، يمكننا أن نراهم من بيوتنا في ألاسكا ولم يغادروا إلى أي مكان»! كما سخر البرنامج كثيرا من مظهر بيلين وجمالها، حيث عمدت الممثلة الكوميدية التي تقلدها «تينا في» إلى ارتداء تنانير قصيرة تتمزق حالما تحاول الجلوس على المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض. كما ظهرت في حلقة أخرى من البرنامج كمهووسة بأصبع أحمر الشفاه الذي تضعه على شفتيها قبل الخروج إلى كاميرات الصحفيين، بالإضافة إلى المبالغة في تكبير حجم صدر الممثلة التي تقوم بدور سارة بيلين وظهورها في لباس البحر من قطعتين، وقيامها بالمشي على خشبة القاعة التي يقام فيها المؤتمر الصحفي بطريقة المُتنافِسات على لقب ملكات الجمال، في إشارة ساخرة إلى فوز سارة بيلين بلقب ملكة جمال مدرستها الثانوية واحتلالها الرتبة الثانية في مسابقة جمال ولاية ألاسكا. حملة ضد ملابس بيلين وتواجه سارة بيلين اليوم موجة قاسية من الهجمات ليس من قبل برنامج Saturday Night Live هذه المرة ولكن من وسائل الإعلام الليبرالية التي لم تكتف بالتفتيش في الحياة الشخصية لحاكمة ألاسكا واتهامها (عن خطأ) بإلزام النساء ضحايا الاغتصاب بدفع مصاريف التحاليل الطبية التي تجريها الدوائر الرسمية في ولاية ألاسكا في قضايا اغتصابهن، بل قامت في اليومين الأخيرين بانتقاد تخصيص اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مبلغ 145 ألف دولار لاقتناء ملابس وإكسسوارات وأحذية لسارة بيلين للظهور بها خلال الحملة الانتخابية الحالية. حتى إن قناة CNN قطعت برامجها مساء أول أمس الأول وأعلنت بصيغة الخبر العاجل عن الخبر واتصلت بالمحللين الديمقراطيين للتعليق على الموضوع. ورغم أن الحزب الجمهوري أكد أن ملابس بيلين ستباع في مزاد خيري بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وستخصص المداخيل لجمعيات محاربة سرطان الثدي، إلا أن ذلك لم يكن مقنعا لوسائل الإعلام الليبرالية التي رأت في الأمر تبذيرا غير مبرر، وهو ما اعتبرته نساء الحزب الجمهوري محاولة «رخيصة» للنيل من سارة بيلين لأنها امرأة، حيث قالت مسؤولة محلية للحزب بولاية فرجينيا خلال برنامج تلفزيوني محلي: «كيف يجرؤون على انتقاد المبالغ المخصصة لشراء الملابس التي ستظهر بها بيلين؟ هذا أمر طبيعي ويخرج من ميزانية الحملة الانتخابية التي تجمع التبرعات لسد نفقات التنقل والأكل واللباس وغير ذلك... من أين لسارة بيلين بالمال كي تشتري ملابس الحملة؟ أجرُها كحاكمة لولاية ألاسكا لا يمكنها من الإنفاق على مظهرها أبدا في مناسبة مثل الانتخابات الرئاسية... ثم لماذا لم تتساءل الصحافة عن مئات الملايين من الدولارات التي يصرفها أوباما على حملته، بما فيها ملابسه الباذخة وطائرته الخاصة التي يتنقل بها، ومئات الآلاف من الدولارات التي يمنحها كعلاوات لمساعديه والعاملين في حملته... هذا تمييز رخيص ضد بيلين بسبب جنسها فقط، ونحن كأمريكيات لن نقبل بهذا الأمر أبدا»! لكن يبدو أن ذلك ليس رأي جميع الجمهوريين، على الأقل هذا ما عبر عنه ديفيد بروكس (محسوب على الجناح المحافظ)، حيث قال في حوار مع مجلة «ذي أطلانتيك» إن سارة بيلين «بمثابة سرطان خبيث في جسد الحزب الجمهوري يجب التخلص منه بسرعة حتى لا ينتشر»!