نقل أنصار كل من المرشح الجمهوري لخوض سباق الرئاسة جون ماكين ومنافسه الديمقراطي باراك أوباما، معاركهم السياسية إلى مواقع أنترنت تحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الشباب مثل موقعي يوتوب وفيسبوك، ويحرص أنصار كل مرشح على نشر صورته وبرنامجه الانتخابي وآخر أخباره الشخصية. ولا يكتفي الشباب الأمريكي المتحمس بذلك فقط بل حوّلوا صفحاتهم الشخصية على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل «ماي سبيس» إلى أرض معركة حقيقية يتم خلالها التنافس على الترويج للمرشح المفضل والسخرية والتقليل من المرشح المنافس. وظهر ذلك جليا خلال المناظرات التلفزيونية المباشرة الثلاث التي جمعت بين أوباما وماكين، وتلك التي جمعت المرشحان لمنصب نائب الرئيس، الديمقراطي جو بايدن والجمهورية سارة بيلين، حيث تنافس أنصارهما على إطلاق شرائط فيديو تدعمهما على موقع يوتوب بالإضافة إلى كتابة التعليقات التي تهاجم المنافس الخصم وتقلل من تجاربه ومؤهلاته لشغل ذلك المنصب. كما عمد بعض المهووسين باستعمال التكنولوجيا إلى توثيق حياتهم اليومية على شرائط فيديو، يتحدثون فيها بشكل مسهب عن الأسباب الجديدة التي تدفعهم كل يوم إلى دعم أوباما وبايدن من جهة، أو ماكين وبيلين من جهة أخرى. كما يتخصص هؤلاء في كتابة التعليقات السلبية على مقاطع الفيديو الخاصة بالمرشح الخصم على موقع يوتوب والسخرية منه ومن برنامجه الانتخابي وحتى من أنصاره والمدافعين عنه حيث تجد عبارات من قبيل «الجمهوريون أغبياء جدا لأنهم يدعمون مرشحا كجون ماكين» أو «الديمقراطيون سذج لأنهم يعتقدون أن أوباما هو المسيح المنتظر الذي سيحل مشاكل الكون بعصا سحرية»! وعرضت شبكة CNN تقريرا طريفا عرض تشبث بعض أنصار أوباما على الخصوص بتسخير التكنولوجيا والمواقع الاجتماعية الشعبية لدعوة المراهقين والشباب إلى المشاركة في التصويت يوم الانتخابات، وصلت درجة مطالبة الموظفين الحكوميين بطلب يوم إجازة غير مدفوع للذهاب إلى مراكز الاقتراع! وجاء في التقرير أن شابا من ولاية واشنطن حوّل صفحته على «ماي سبيس» إلى متحف افتراضي يضم جميع خطب باراك أوباما والعشرات من صوره وصور زوجته ميشيل وطفلتيهما خلال مناسبات سياسية واجتماعية متعددة. فيما عمدت شابة من نيويورك إلى إنشاء عشرات الصفحات الخاصة بسارة بيلين على موقع «فيس بوك» ونشر صورها وصور عائلتها وأهمّ الجمل والشعارات التي قالتها في التجمعات الانتخابية الجمهورية. وخلال جولة ل»المساء» على صفحات عدد من الطلبة الأمريكيين بجامعتي جورجتاون وكولومبيا على موقع فيسبوك، تبين أن المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة باراك أوباما يحظى بشعبية طاغية بين صفوف الطلبة الذين كتب بعضهم على صفحاتهم الخاصة شعارات تدعو إلى التصويت لصالحه وتهاجم جون ماكين، حيث كتب طالب يدعى ماثيو «صوّت، صوّت، صوّت لصالح أوباما لأنه الاختيار الصائب الوحيد»، كما كتبت طالبة تدعى سارة: «ماكين، أغرب عن وجهنا وتوقف عن هذا الهراء. نحن لا نريدك ولن نصوّت لك أبدا». فيما كتب طالب آخر ويدعى ستيف: «أكثر من 250 عاما من الديمقراطية، والمرشحان لخوض سباق الرئاسة يضيعان وقتهما الثمين في الحديث عن جو السبّاك». وكان مواطن من ولاية أوهايو اسمه جو ويعمل مصلحا للمجاري والحمامات (سبّاك)، قد وجه سؤالا إلى باراك أوباما خلال تجمع انتخابي حول سياسته الضريبية، وقال إنها ستضر بأصحاب المشاريع الصغرى من أمثاله، وهو السؤال الذي استعمله الجمهوريون لمهاجمة أوباما وحوّل جو السباك إلى قضية انتخابية. وتحظى المرشحة لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية سارة بيلين، من جهتها، بشعبية خاصة بين الشباب المتديّن الذي يتابع دراساته بالجامعات المسيحية، ويعمل هؤلاء على إنشاء مدونات خاصة على شبكة الأنترنت، يسجلون عليها يومياتهم التي تطغى عليها أخبار الحملة الانتخابية لسارة بيلين، وتسخر من الهجمات التي تتعرض لها، سواء من المعسكر الديمقراطي أو من وسائل الإعلام الليبرالية الموالية لباراك أوباما. وكتب شاب أمريكي من سكان ويست فرجينيا على مدونته التي يسميها «شاب ساخط»: «على الأمريكيين أن يفكروا جيدا قبل الإدلاء بصوتهم في الانتخابات الرئاسية لأن نتيجتها ستحسم المنافسة بين فريق يسفك دماء الأجنة في بطون أمهاتهم -إشارة إلى تأييد أوباما لحق الإجهاض- ويريد تحويل أمريكا إلى دولة اشتراكية -إشارة إلى البرنامج الاجتماعي لأوباما والذي قال إنه ينوي إعادة توزيع الثروة بين الأمريكيين عبر الأخذ من الأغنياء ومنح الفقراء- وبين فريق يقدس العلاقة الزوجية والقيم الأسرية -إشارة إلى مناهضة الجمهوريين لزواج المثليين جنسيا- ويرغب في أن تستمر أمريكا دولة عظيمة يرعاها الرب ويحفظ قوتها»!