اختتمت, يوم أمس الخميس, أشغال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بإلقاء جون ماكين، مرشح الحزب لخوض سباق الرئاسة، خطاب قبول الترشيح بمدينة سانت بول بولاية مينيسوتا. وكان عدد من أبرز وجوه الحزب الجمهوري قد تعاقب على إلقاء خطب رسمية خلال أيام المؤتمر الأربعة، وركزت جميعها على التجربة الكبيرة التي يتمتع بها جون ماكين وذكاء وحنكة نائبته سارة بيلين التي أسال إعلان اختيارها نائبة له الكثير من المداد داخل وسائل الإعلام الليبرالية. اختار المرشح الجمهوري لخوض سباق الرئاسة جون ماكين أن يضيف سيدة لامعة أخرى إلى الحلقة النسائية الضيقة التي تحيط به، بدءا من والدته روبرتا التي تبلغ من العمر 95 عاما، والتي مازالت تتمتع بصحة جيدة وترافقه في حملاته الانتخابية، ومرورا بزوجته الشقراء الجميلة سندي وريثة أحد كبار موزعي الجعة داخل الولاياتالمتحدة، والآن سارة بيلين حاكمة ولاية ألاسكا التي عينها مؤخرا نائبة له في بطاقته الانتخابية. ورغم أن القرار أسال الكثير من المداد داخل الولاياتالمتحدة، إلا أن المسؤولين عن الحملة الانتخابية لجون ماكين نجحوا في التصدي للهجمات التي شنتها بعض وسائل الإعلام الليبرالية ضد بيلين. فيما لجأ جون ماكين نفسه إلى انتقاد أبرز شبكات التلفزيون والصحف الأمريكية التي حملت على بيلين في الأيام الماضية، وقال إنها تتمتع بشخصية قيادية مثيرة للإعجاب بالإضافة إلى خبرتها السياسية الكبيرة في إدارة شؤون ولاية ألاسكا ومدينتها «واسيلا» التي تقلدت منصب عمدتها لسنوات طويلة. فمن تكون سارة بيلين حتى تثير كل هذا اللغط؟ حاكمة حديدية ولدت سارة بيلين في مدينة «ساند بوت» بولاية أيداهو في 11 فبراير من سنة 1964، لكن أسرتها انتقلت للعيش في ولاية ألاسكا وهي ما تزال بعد طفلة رضيعة. تميزت سارة بيلين منذ صغرها بجمال أخاذ وجدائل شقراء كانت تميزها عن باقي زميلاتها داخل مدرستها الابتدائية. وخلال دراستها الإعدادية والثانوية اشتهرت بيلين بإجادتها اللعب ضمن صفوف منتخب المدرسة لكرة السلة الذي فازت معه بعدد من الألقاب المحلية. وقبل أن تحصل على شهادة البكالوريا، حصدت بيلين لقب أجمل فتيات مدرستها وبعده لقب وصيفة ملكة جمال الولاية. بعد ذلك اختارت سارة بيلين الصحافة وحصلت على الإجازة في الإعلام والاتصال بكلية الإعلام بجامعة أيداهو الحكومية، بالإضافة إلى شهادة أخرى في العلوم السياسية، وعملت عقب ذلك لفترة وجيزة مراسلة رياضية لقناة تلفزيون محلية، قبل أن يغريها عالم السياسة الواسع وتبدأ طريقها فيه كعضو في مجلس مدينة «واسيلا»، وبعد ذلك كعمدة منتخبة عن المدينة نفسها ما بين 1996 و2002، ومن ثمة حاكمة حديدية لولاية ألاسكا الشاسعة منذ سنة 2006. ونجحت بيلين في اكتساب احترام وتقدير من يعمل إلى جانبها بسبب حملة «تخليق» العمل السياسي في ولايتها، خصوصا بين صفوف أعضاء حزبها الجمهوري الذين أزكمت رائحة فسادهم المالي الأنوف في تلك الولاية النائية. أم مثالية حرصت الحملة الانتخابية لجون ماكين على توزيع صور عائلية لسارة بيلين تم اختيارها بعناية فائقة. وتظهر في الصورة حاكمة ألاسكا وهي ترتدي فستانا أنيقا لكنه محتشم ويغطي معظم جسدها، بينما وضعت مشبك العلم الأمريكي البراق على ياقة فستانها، وإلى جانبها ظهر زوجها وهو يرتدي طقما رسميا بألوان العلم الأمريكي، بينما تحلق حول الزوجين أبناؤهما الأربعة (تم التقاط الصورة قبل ولادة طفلهما الخامس) وبدوا جميعهم سعداء في بورتريه غير عادي ل»لأسرة الأمريكية المتماسكة». لكن ساعات فقط بعد توزيع تلك الصورة «الكاملة»، بدأت الأنباء تتوارد حول حمل ابنة سارة بيلين بطريقة غير شرعية وهي مازالت في السابعة عشر من عمرها. الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية أوردت الخبر واستدعت عددا كبيرا من محلليها السياسيين، وأضافت إليهم عددا من خبراء علم الاجتماع وعلم النفس من أجل تحليل انعكاس مثل هذا الخبر على حظوظ سارة بيلين في الإبقاء على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة. لكن بيلين لم تفوت فرصة إلقائها خطاب القبول بترشيح الحزب مساء أول أمس الأربعاء، حيث ردت على منتقديها بالحديث عن التحديات التي واجهتها كأم وربة عائلة، ومنها الموافقة على إرسال ابنها «تراك»، الذي لم يتجاوز بعد 19 سنة من عمره، إلى العراق للعمل في صفوف الجيش الأمريكي هناك. كما تحدثت بيلين عن شعورها كأم بعدما أنجبت آخر أبنائها (مازال رضيعا في الشهر الخامس) وهو من ذوي الحاجات الخاصة ويعاني من مرض «داون سيندروم»، أو ما يعرف في المغرب بالأطفال المنغوليين. وبدت بيلين في نهاية خطابها كأم مثالية، تسعى جاهدة إلى التوفيق بين مهامها اليومية كأم لخمسة أطفال ومهامها السياسية كحاكمة لولاية شاسعة ونائبة محتملة للرئيس الأمريكي القادم، إذا ما فاز جون ماكين في الانتخابات الرئاسية القادمة ودخل البيت الأبيض رفقتها. كما حرصت وسائل الإعلام اليمينية على تسويق صورة الأم المثالية عن بيلين التي ترفض الإجهاض وتخرج لصيد الأيائل في براري ألاسكا، بالإضافة إلى دفاعها المستميت عن حق حمل السلاح. مؤتمر الأغنياء كانت عدسات الكاميرات التي غطت المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي تتوقف كثيرا عند وجوه المؤتمرين السود المتحمسين للمرشح باراك أوباما، بالإضافة إلى العيون الدامعة للمؤتمِرات اللائي تأثرن بالأجواء العاطفية التي هيمنت على المؤتمر. لكن خلال مؤتمر الحزب الجمهوري كانت الصور مغايرة تماما، فقد بدا مؤتمر الجمهوريين كتجمع للأمريكيين الأثرياء الذين حرصوا على ارتداء أفخر ثيابهم والتزين بأغلى إكسسواراتهم وتمشيط شعرهم بطريقة أرستقراطية بحتة، حيث طغت العيون الزرق والشعر الأشقر المائل إلى البياض والوجوه الطافحة بالصحة على الصور التي نقلتها كاميرات التلفزيون خلال أيام المؤتمر الأربعة. صحيح أن المؤتمرين الجمهوريين أبانوا عن حماس شديد خلال استقبالهم للسياسيين الذين ألقوا خطاباتهم المكتوبة بعناية، وصحيح أن المؤتمرين حملوا لافتات تثني على المرشح جون ماكين ونائبته سارة بيلين طوال أيام المؤتمر، لكن الكلمات الحماسية التي كانت تخرج من أفواه المؤتمرين الديمقراطيين قبل أسبوع وتختلط بدموعهم وصلواتهم كانت تحمل أكثر من دلالة، فهي لم تكن مجرد جمل حماسية لتشجيع باراك أوباما وحشد الدعم له، لكنها كانت تضرعات حقيقية للرب كي تتصالح أمريكا مع ماضيها غير الشريف، وأن تنتخب أول رئيس أسود في تاريخها، كخطوة أولى في طريق تضميد جراح أحفاد العبيد الذين تم اقتيادهم من إفريقيا قبل عقود بعد تكبيلهم بالسلاسل من أجل العمل في حقول القطن والذرة داخل «العالم الجديد». بوسطة شكرا للقراء الكرام على رسائلهم وتهانيهم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، ولكم جميعا أقول مبروك عواشركوم ورمضان كريم. السيدة نجلاء من مدينة سلا بعثت رسالة قالت فيها إنها تعرفت على ميريكاني الله يعمرها دار من أصل إفريقي عن طريق الإنترنت، وأكدت أنه باغي يجي للمغرب باش يتزوج بيها لكنه مسكين عندو أزمة مالية حجزت بسببها السلطات جواز سفره، ولهذا فإنه لا يستطيع القدوم إلى المغرب لإتمام إجراءات الزواج! يا أختي خلليني نقول ليك حاجة وحدة مهمة، راه ولاد الحرام ما خطاو حتى بلاد، وعنداك يجيب ليك الله بأن الأخ لأنه ميريكاني ما غادي يكون خصو خير، راه كاين بعض الميريكانيين المحتالين اللي فعلا كيسرقو الكحل من العين وغير بالفن أو بالتكنولوجيا كيف ما دار معاك هاد الأخ. بان ليا بأن هاد الأخ باغي يحلب منك شي مليينات ويطمعك بالزواج والأوراق، لكنه في الحقيقة ما غادي يعطيك غير السخانة اللي غادي تحسي بيها مللي تكتشفي بأن الرقم ديالك ربما يكون 10 على لائحة الضحايا اللي صيدهوم بشبكة الإنترنت... لقد بعثت إليك رسالة خاصة كرد على الإميل، إيوا قرايها مزيان وخممي مزيان قبل ما تضربي بالمقص! السيد داوود من مدينة ورزازات، وصلتني رسالتك وسأعمل على التحقق من المعلومات التي طلبت، وسأرد عليك في بوسطة الجمعة القادمة بإذن الله. السيد منصف من مدينة الجديدة بعث رسالة طريفة قال فيها «إيوا راكي حضيتي حزب الحمار مزيان هاد الأيام اللي فاتو، ولكن راه خاصك تركزي على حزب الفيل في الأيام الجاية، وعافاكي مللي يسالي هاد الصداع راه بغيناك تكتبي على حياتك في أمريكا، وخصوصا في رمضان بحال شحال هادي». ما يكون غير خاطرك أسيدي وخاطر بزاف ديال القراء اللي متشوقين يتعرفو على الوجه الآخر للحياة في بلاد العم سام. الكثير من القراء مازالوا يبعثون طلبات من أجل مساعدتهم على التعرف على أمريكية كيفما كانت، على حد وصف واحد الرسالة من كازا، واللي قال مولاها واخا تكون الميركانية زرقا ماشي غير كحلة، راني بغيت نخرج من هنا وصافي. ولهؤلاء أقول إن نشر الإعلان في أحد المساجد هنا لم يعد يجدي نفعا، وإن عليهم اكتشاف طريقة أخرى، وفي انتظار ذلك أدعو الله أن يتقبل مني ومنكم الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل!