دخل باراك أوباما التاريخ كأول مرشح أسود بشكل رسمي لخوض سباق الرئاسة داخل الولاياتالمتحدة، بعدما انتخبه الحزب الديمقراطي بالإجماع مساء الأربعاء. كما سرقت هيلاري كلينتون الأضواء في اليوم الثاني والثالث من أشغال المؤتمر الوطني للحزب، حين ألقت خطابا مؤثرا دعت فيه إلى ضرورة توحيد صف الحزب والتصويت لصالح أوباما، مما تسبب في بكاء عدد من أنصارها الذين رفضوا تلك الدعوة. دخل السيناتور باراك أوباما التاريخ مساء أول أمس الأربعاء عندما أعلنه المؤتمر ال45 للحزب الديمقراطي مرشحا عن الحزب بشكل رسمي للتنافس على دخول البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة التي ستجرى خلال شهر نوفمبر القادم. وجاء انتخاب أوباما بعدما تدخلت السيناتور هيلاري كلينتون وطالبت بوقف جلسة التصويت العلني التي كانت تجري ب«بيبسي سنتر» بمدينة دنفر بولاية كولورادو وإعلان أوباما فائزا بالإجماع، في الوقت الذي حصل فيه أوباما على 1549 صوتا مقابل 341 لهيلاري كلينتون. وكان المطلوب أن يحصل المرشح على 2210 أ صوات كي يعين رسميا مرشحا من قبل الحزب. لا لماكين No Way, No how No McCain كانت هذه الجملة نهاية الفقرة الأولى من الخطاب الذي ألقته السيناتور هيلاري كلينتون بعد الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الثلاثاء الماضي في الليلة الثانية من أشغال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. وبمجرد نطقها بهذه الجملة اهتزت جوانب «بيبسي سنتر»، حيث تنعقد أشغال المؤتمر، بفعل هتافات الحضور الذين رفعوا شعارات مناوئة للسيناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري المفترض لخوض سباق الرئاسة. كانت تلك الجملة كافية لأن تلهب حماس آلاف المؤتمرين الديمقراطيين الذين انتظروا لأسابيع هذه اللحظة كي يضمدوا جراح الانقسام العميقة التي أصابت حزبهم خلال الانتخابات التمهيدية الأخيرة. تلك الجملة كانت بلسما لأنصار باراك أوباما الذين غضبوا من هيلاري كلينتون بعدما رفضت إعلان هزيمتها والتخلي عن السباق نحو الفوز بترشيح الحزب لخوض سباق الرئاسة، بعدما بدأ باراك أوباما في اكتساح بعض الولايات التي كانت متوقعة أن تصوت لصالح كلينتون. كلينتون رائدة فضاء! وقبل أن تخرج هيلاري كلينتون من الكواليس كي تلقي خطابها الذي وصفه المراقبون بالمؤثر، عرض منظمو المؤتمر شريط فيديو يلقي الضوء على أبرز محطات حياة هيلاري التي وُلدت في مدينة صغيرة بولاية إلينوي في 24 أكتوبر من سنة 1947 وخططت كي تصبح رائدة فضاء. في شريط الفيديو الذي سُجل بصوت تشيلسي كلينتون، الابنة الوحيدة لعائلة كلينتون، ظهرت صور الطفلة هيلاري كلينتون وهي تلعب في فناء منزل أسرتها المتواضع وصورها وهي طالبة بكلية الحقوق بجامعة «ييل» العريقة بالإضافة إلى صورها وهي سيناتور عن ولاية نيويورك. الشريط ركز على الجوانب الإنسانية في حياة السيدة الأمريكية الأولى السابقة وخصوصا طموحها كي تصبح رائدة فضاء وإحباطها عندما تلقت رسالة من وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» ردا على استفسار من كلينتون حول شروط الانضمام للوكالة. وجاء في الرسالة أن الوكالة تعتذر لعدم تمكنها من الرد على استفسارات هيلاري كلينتون لأن الوكالة لا تقبل انضمام النساء إلى فريقها في ذلك الوقت! هيلاري المناضلة وركز النصف الثاني من شريط الفيديو على الجانب «المناضل» في شخصية هيلاري كلينتون وخصوصا في مجال حقوق المرأة، وعرض لقطة من خطاب سابق لها قالت فيه: «لقد تمكنت الولاياتالمتحدة من إرسال 60 امرأة إلى الفضاء منذ إلغائها قانون رفض انضمام النساء إلى ناسا... وأنا متأكدة اليوم من أنه سيكون بإمكاننا إرسال سيدة إلى البيت الأبيض في القريب العاجل». هذا الجانب «المناضل» من شخصية هيلاري كلينتون كان غائبا تماما في الانتخابات التمهيدية التي حرصت خلالها على تسويق صورة السياسية القوية التي لا تعترف بأنوثتها والتي تحرص على خطب ود الأمريكيين الرجال قبل الأمريكيات النساء، مما جرّ عليها نقمة الجمعيات النسائية التي كانت تطالبها بالتشديد على رمزية النجاح الذي تحققه كأول سيدة تفوز بأصوات 23 ولاية أمريكية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة. بكاء وغضب كانت عيون الكثير من المؤتمرات داخل «بيبسي سانتر» شاخصة نحو السيناتور هيلاري كلينتون وهي تلقي خطابها، بعضهن كان خاشعا وبعضهن الآخر كان يرفع لافتات بيضاء كتب عليها بخط عريض «هيلاري من أجل الوحدة». بعض أنصار كلينتون من النساء كن غاضبات جدا من دعوتها إلى التصويت لصالح أوباما ولهذا كن يصرخن «وووو» بأعلى صوتهن كلما جاء ذكر اسم باراك أوباما في الخطاب. كاميرات التلفزيون نقلت وجوه بعض الحاضرات وهن يذرفن الدموع عندما قالت هيلاري كلينتون إنها فخورة بكونها تلقي خطابها في الذكرى ال88 لحصول نساء أمريكا على حق التصويت. الكثير منهن مازال يشعر بالحنق من فشل المرأة الأمريكية في دخول البيت الأبيض سواء كرئيسة للبلاد أو حتى نائبة للرئيس، رغم محاولات بعض النساء تحدي هذا الأمر في الماضي وآخرهن كانت جيرالدين فيرارو التي تم اختيارها لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية سنة 1984. وربما لهذا يشعر بعض أنصار هيلاري كلينتون بالمرارة ويرفض التصويت لصالح باراك أوباما. في هذا السياق، ظهرت سيدة أمريكية سوداء من ولاية كاليفورنيا على قناة CNN مساء الثلاثاء بعد إنهاء كلينتون لخطابها وقالت: «مهما طلبت منا التصويت لأوباما فلن أفعل.. لقد كنت أحلم بالتصويت لها كرئيسة للبلاد ولكن ذلك لم يحصل ولم تفز بترشيح الحزب لخوض سباق الرئاسة.. أنا لا أعرف ماذا أفعل الآن... إنها خيبة أمل عظيمة بالنسبةإلي»، وفجأة توقفت السيدة عن الكلام وبدأت تبلع ريقها بصعوبة وهي تذرف الدموع بانفعال ظاهر على محياها، قبل أن تشيح بوجهها عن الكاميرا وتواصل البكاء بصمت. أوباما مرشحي خطفت هيلاري كلينتون الأضواء للمرة الثانية أول أمس الأربعاء، اليوم الثالث من أشغال المؤتمر عندما دخلت إلى «بيبسي سنتر» في الوقت الذي كان فيه مندوبو أعضاء الحزب الديمقراطي في الولاياتالأمريكية الخمسين يقومون بالتصويت العلني لاختيار مرشح الحزب وطالبت بإلغاء التصويت العلني وإعلان باراك أوباما مرشحا بغالبية الأصوات. دخلت كلينتون إلى القاعة عندما وصل دور ولاية «نيويورك» التي تمثلها في الكونغرس للإدلاء بصوتها وأخذت الميكروفون وطالبت بإلغاء عملية التصويت العلني وإعلان باراك أوباما كمرشح ديمقراطي بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية، وقالت إنه مرشحها. مباشرة بعد تصريح كلينتون اهتزت جنبات المركب الرياضي الذي يستضيف أشغال المؤتمر وارتفع صوت المؤتمرين الذين هتفوا بشعار حملة أوباما وهو «نعم نستطيع» ورددوا كلمة «وحدة» عشرات المرات. عقب ذلك ارتفع صوت الموسيقى داخل القاعة وبدأت الوفود في الرقص ورفع صور أوباما ولافتات تعتبره الرئيس القادم للولايات المتحدة. خطوة كلينتون جاءت بعد انتقادات من المعسكر الجمهوري الذي علق على خطاب هيلاري مساء الثلاثاء بالقول إنها ممثلة بارعة، نجحت مساء الثلاثاء في خطف الأضواء وتسليطها على نفسها عبر الحديث عن إنجازاتها السياسية والشخصية لكنها لم تقل طوال خطابها في اليوم الثاني من المؤتمر إن باراك أوباما شخص مؤهل لقيادة أمريكا. زعماء الحزب الجمهوري وعلى رأسهم العمدة السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني قالوا إن خطاب كلينتون لم ينجح في مسح الصورة المهزوزة التي رسمتها له في شريط فيديو خلال الانتخابات التمهيدية وفيه تقول إن أوباما غير مؤهل للرد على مكالمة هاتفية مفاجئة ترن داخل البيت الأبيض على الساعة الثالثة فجرا وتنبئ بحدوث أزمة دولية في منطقة ما من العالم. الجمهوريون استعملوا بعض مقاطع الفيديو التي استخدمتها هيلاري كلينتون في حملتها ضد باراك أوباما كي يهاجموا هذا الأخير ويؤكدوا على عدم امتلاكه للخبرة الكافية من أجل الترشح لمنصب رئيس أقوى دولة في العالم. بل إن الجمهوريين قاموا باقتطاع تصريحات جو بايدن، المرشح لمنصب نائب أوباما، يشكك فيها في قدرة أوباما على قيادة البلاد ويثني فيها على المرشح الجمهوري جون ماكين، وقاموا بتوظيف تلك التصريحات في شريط فيديو يقلل من تجربة أوباما في السياسة الخارجية ويحذر الأمريكيين من المخاطرة بالتصويت له في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد وتحت تهديد هجمات إرهابية محتملة، على حد وصف شريط الفيديو الدعائي. بوسطة شكرا للقراء الكرام على تواصلهم الدائم مع ركن بوسطة. تلقيت خلال الأسبوع الماضي رسائل من بعض القراء الذين «احتجوا» على قولي في رسالة الأسبوع الماضي «حمى الأولمبياد تجتاح أمريكا» بأن ميريكان هي اللي جابت أكبر عدد من الميداليات في الألعاب التي انتهت يوم الأحد. أحد القراء بدأ رسالته ب»ناري قفرتيها يا فدوى راكي عارفة بنادم حاضيك ودابا عطيتيهوم فرصة باش يشوهوك لأنك قلتي بأن ميريكان هي الأولى من حيث عدد الميداليات» وقارئ آخر بعث رسالة باللغة الفرنسية يتهكم فيها علي وعلى بعض الزملاء في «المساء» ويقول ما معناه «باينة ما عندكش مع الرياضة بحال صحابك اللي ما عندهومش مع الدقة في المعلومات... آش لاحك تكتبي على الرياضة»، لكن بعض القراء الآخرين كانوا أكثر لطفا وأصروا على «تصحيح الخطأ» الذي يعتقدون بأنني ارتكبته عندما قلت إن الولاياتالمتحدة حصدت أكبر عدد من الميداليات.. لكل هؤلاء، الغضبانين منهم والضريفين أقول: راه الموضوع كان عن ارتفاع الشعور القومي عند الميريكان بفضل التفوق اللي حققوه في الألعاب وفوزهم بأكبر عدد من الميداليات التي وصلت إلى 110 ميداليات عند نهاية الألعاب وفيها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية وأنا لم أقل بأن ميريكان تصدرت سبورة الميداليات لأنني أعرف أن الصين هي من تصدرت تلك السبورة بحصولها على أكبر عدد من الميداليات الذهبية وبلغ 51 ميدالية ذهبية فيما حصدت 21 فضية و28 برونزية وكان العدد الإجمالي للميداليات التي حصدتها الصين هو 100. أنا قلت إن أمريكا حصدت أكبر عدد من الميداليات، يعني العدد الكلي للميداليات وقصدت العدد فقط وربطته بتهليل وسائل الإعلام المحلية هنا بالفوز الذي يحصده الرياضيون الأولمبيون الميريكان في بكين كما ربطته باستطلاعات الرأي التي أشارت إلى ارتفاع الشعور القومي عندهم... المهم من هادشي كلو هو أنني مللي قريت الرسائل ديال القراء قلت مع راسي كون ربح المغرب 110 ميداليات كلها برونزية وحتى وحدة ما ذهبية كون حيحنا وقلنا إن المغرب هو اللي ربح أكبر عدد من الميداليات دون التوقف كثيرا عند معدن تلك الميداليات واش ذهب ولا نحاس ولا حتى قصدير! عدد من الرسائل التي تصلني عبر الفيسبوك تسألني عن رأيي في أحوال الجالية المغربية هنا بمناسبة رمضان ومدى استعدادات تلك الجالية للشهر الكريم، ولكل هؤلاء أخبرهم بأن «المساء» ستنشر الأسبوع القادم ربورتاجا مطولا حول هذا الموضوع، فانتظروه! السيد محلان من مدينة الجديدة، ابنتك اتصلت بي من ولاية فلوريدا وأخبرتني قصتها الحزينة اللي كتقطع في القلب وسأنشرها على صفحات «المساء» خلال الأيام القليلة القادمة وهذا كل ما أستطيع فعله لأنها مقيمة في ولاية بعيدة عني ولأن مشكلها قانوني معقد لهذا أحلتها على ممثلة المغاربة المقيمين في أمريكا السيدة نادية سرحاني، على الله تعرف كيفاش تعاونها وتفك هاد الكرب اللي هي فيه ويكون دخول شهر رمضان مبارك عليها. وبالمناسبة مبروك عواشركوم جميعا والله يدخلو عليكوم بالصحة وطول العمر والمزيد من الإيمان!