أفطر الصائمون في حي بوشنتوف في الدارالبيضاء قبل الموعد الرسمي لأذان المغرب بحوالي سبع دقائق مساء أول أمس الأربعاء، عندما تناهى إلى مسامعهم أذان صلاة المغرب بالصوت والصورة من مسجد الحي. في تفاصيل الواقعة، يحكي مصدر «المساء»، وهو واحد من ضحايا «الأذان» المزيف، كيف أن الشكوك انتابته بعض الشيء عند سماع أذان صلاة المغرب في تلك الليلة، إلا أن اقتحام صوت المؤذن كل أطراف البيت، القريب أصلا من مسجد الحي وتمكن كل أفراد الأسرة من التقاط دبدبات الصوت القادم من أعلى الصومعة، دفع الجميع، يقول المصدر، إلى التحلق حول مائدة الإفطار. وما إن شرع الصائمون في الإفطار حتى دب في الحي سكون قلما تعرفه أزقة الأحياء الشعبية في المدن الكبرى، المعروفة بصخبها، وهو سكون تكسّر بفعل ارتفاع أصوات الأذان القادمة، هذه المرة، من أكثر من مسجد، وهو ما دفع ساكنة الزقاق حيث يوجد المسجد مسرح الواقعة، إلى الإطلال جميعهم من نوافذ مساكنهم، حاملين معهم سؤالا واحدا يتمحور حول ما جرى في مغرب ذلك اليوم. وبلغ الخبر اليقين إلى علم الجميع، قادما من عمق المسجد، حيث سُمِعت أصوات ضجيج وصخب للمصلين، الذين عبّروا عن تذمرهم لما وصفوه ب«الفعلة الشائنة للمؤذن»، وهو ما دفع العديد من ساكنة الحي إلى التحلق حول إمام المسجد، الذي بذل قصارى جهده في إقناع الجميع بأن ما حدث أمر عادي، مبيِّناً لهم أن الأمر غير العادي هو رد فعل الصائمين والمصلين. خلق مسجد حي «بوشنتوف»، القريب من سينما «الكواكب»، الشهيرة، الحدث، إذن، في الثلث الأول من رمضان الحالي، وبات أكثر من واحد من سكان هذا الحي الشعبي، الآهِل بالسكان، ممن انطلى عليهم أمر «الأذان» المزيف لمساء الأربعاء، يبحثون عن جواب شرعي مقنع للذي حدث.