بدأت تتضح خيوط الاختلاس الذي تعرض له «التجاري وفا بنك» بمدينة تطوان والذي نتج عنه اختفاء أزيد من مليار ونصف المليار سنتيم. فالموظف الذي قام بسرقة هذا المبلغ الضخم قام بذلك على عدة دفعات وفي فترات متباعدة استغرقت عدة أشهر، مستغلا وظيفته كمشرف على الصندوق بالإقليم، وهو المنصب الذي يخول له طلب النقود مباشرة من بنك المغرب عبر الشركة المكلفة بنقل الأموال. الغريب في الأمر أنه كلما طلب مبلغا من بنك المغرب كان يستعمل جزءا منه في مهامه اليومية، ويحول جزءا آخر إلى وجهة مجهولة دون أن ينتبه إلى ذلك أحد. فالرقابة الداخلية، سواء بالصندوق المركزي بعين المكان أو المراقبة المركزية، بقيت خارج التغطية كل هذه الفترة، حتى فاق المبلغ المختلس المليار ونصف المليار. والغريب أن اختفاء مبلغ بهذا الحجم يمكن اكتشافه بالعين المجردة، أي بجرد قد لا يتعدى خمس دقائق! المتهم الرئيسي بالاختلاس اختفى عن الأنظار بمجرد ما أحس بأن العملية «كبْرات» وقد تنكشف في أي لحظة، وهو الآن حر طليق بإسبانيا حيث يستفيد من جنسيته الإيبيرية.