رفع مواطن مغربي يدعى الركراكي الكبراوي دعوى قضائية ضد السلطات المصرية متهما إياها بالوقوف وراء اختفاء ابنته نوال الكبراوي في ظروف غامضة، وإرسال جثة لا علاقة لها بابنته. وكان الركراكي الكبراوي قد عاد أول أمس الأربعاء من العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن نصب محاميا للنيابة عنه في متابعة السلطات الأمنية و«الصحية» المصرية في أمر اختفاء ابنته نوال الكبراوي على التراب المصري. وتؤكد أسرة الكبراوي، في رسالة توصلت بها «المساء»، بأن مصالح الدرك الملكي بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء كانت قد منعت العائلة من فتح الصندوق لمعاينة جثة ابنتها، لكن العائلة استصدرت أمرا من وكيل الملك لفتح الصندوق حيث كانت مفاجأتها كبيرة. لقد «وجدنا جثة منتفخة، لاعلاقة لها بابنتنا نوال، كما أن الدليل القاطع كان هو أن نوال لها وحمة في الأذن اليمنى، في حين لم تكن على الجثة التي وجدناها أمامنا أي وحم»، تقول عائلة الضحية. وصرح، في اتصال مع «المساء»، محمد فرج الدكالي، سفير المغرب بالقاهرة، بأن نوال الكبراوي لم تكن مقيدة ضمن لوائح المغاربة المقيمين بالديار المصرية، رغم أنها أقامت بمصر مدة ثلاثة أشهر، وبأن السفارة المغربية علمت بخبر وفاتها من خلال الجرائد. بعد ذلك، يضيف السفير، «اتصلنا بالسلطات المصرية التي أخبرتنا بالأمر، وقد قامت مصالحنا بالتكفل بإرسال جثة نوال إلى ذويها بالمغرب، لكننا فوجئنا بأب المتوفاة يحمل نتيجة ADN تنفي علاقة أسرة الكبراوي بالجثة المسلمة. وعندما حل والد نوال قبل أسبوع بالقاهرة، استقبلناه وتكلفنا بإقامته، والسفارة هي التي ستدفع أتعاب المحامي الذي وكله نيابة عنه في هذه القضية». وتعود قضية اختفاء الشابة نوال الركراكي إلى منتصف شهر أكتوبر من السنة الماضية، قيل إنها نتيجة حادثة سير على طريق الإسكندرية، وأن نوال قضت نحبها رفقة شخصين آخرين، أحدهما مصري والثاني كويتي. وكانت نوال الكبراوي المزدادة سنة 1986 قد أخبرت عائلتها بأنها ستذهب في زيارة إلى صديقتها المصرية «إكرام. ب» عندما غادرت مطار الدارالبيضاء بتاريخ 12 أكتوبر2010، وظلت طيلة الأسبوع الأول من حلولها بمصر على اتصال بعائلتها بشكل يومي، قبل أن تنقطع أخبارها. وبتاريخ 28 أكتوبر 2010 تلقت العائلة اتصالا هاتفيا من صديقة ابنتها إكرام تخبرها بأنها سمعت خبرا يقول إن فتاة مغربية اسمها نوال توفيت في حادثة سير بطريق الإسكندرية. ويحكي أب نوال، الركراكي الكبراوي، بأنه اتصل حينها بوزارة الخارجية المغربية للتأكد من صحة الخبر، فأطلعته، بعد اتصالها بالمصالح القنصلية المغربية بالقاهرة، على فاكس موقع من طرف القائم بالشؤون القنصلية المغربية بالقاهرة يونس بابانا العلوي، من جملة ما جاء فيه: «يؤسفني أن أخبركم أن شرطة الإسكندرية أبلغتنا هاتفيا بوفاة المواطنة نوال الكبراوي سنها 20 سنة إثر حادثة سير في طريق الإسكندرية يوم 19/10/2010. وقد كانت حسب قول المصدر برفقة مواطن كويتي لقي مصرعه أيضا هو وسائقه المصري، حيث تم التعرف على اسمها من تذكرة السفر التي وجدت بحقيبة يدها». ولم يشر تحقيق مديرية أمن الإسكندرية، الذي أكد وجود نوال الكبراوي أثناء حادثة السير إياها، إلى إمكانية وفاتها أثناء الحادث، بل أكد على أن «المتوفين إثر الحادث هم كويتي كان يقود السيارة وعراقية كانت تجلس بجانبه، وأن اثنين من المصابين، وهما نوال المغربية وجلال أحمد جلال أحمد دويدار، قد نقلا إلى مستشفى مبارك العسكري للطوارئ...». كما أشار تقرير مديرية أمن الإسكندرية إلى أن مفتشي الشرطة لم يعثروا على نوال في المستشفى العسكري، بل قيل لهم إنها غادرت المستشفى في نفس اليوم و نقلت إلى المستشفى العامرية بعد تردي حالتها. ونفى سفير المغرب بالقاهرة، في اتصاله مع «المساء»، أن تكون السفارة قد أقفلت أبوابها في وجه الركراكي الكبراوي، والد نوال، «كما تروّج بعض الجهات»، بل إن «السفارة تكفلت بمصاريفه أثناء قيامه بالقاهرة، كما وفرت له تذكرة الإياب إلى المغرب بعدما كانت الوزارة المكلفة بالجالية قد مكنته من تذكرة ذهاب فقط».