رجح مراقب لملف الصحراء أن يكون الخليفة المقبل للمبعوث الخاص في نزاع الصحراء بيتر فان والسوم امرأة، ولم يستبعد أن تكون المرشحة للحلول محل والسوم هي مادلين أولبرايت، التي كانت أول امرأة تشغل منصب وزيرة للخارجية، في عهد الديمقراطي بيل كلينتون عام 1996.غير أن المصدر استبعد أن تحظى أولبرايت بالترحيب من قبل الجزائر والبوليساريو، لكونها وقعت في العام الماضي، إلى جانب 14 مسؤولا أمريكيا سابقا، من الجمهوريين والديمقراطيين، رسالة موجهة إلى الرئيس جورج بوش قبيل انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو في مانهاست، يدعونه فيها إلى مواصلة التعاون مع المغرب لحل نزاع الصحراء، ويؤكدون أن «الانخراط الأمريكي كفيل بتوفير إمكانية إيجاد حل لهذه القضية التي طال أمدها وتجديد تأكيد دعمنا لسلم واقعي ودائم بشمال إفريقيا». ومن بين الموقعين على تلك الرسالة ويسلي كلارك، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي، ومارتن إنديك، المساعد السابق لكاتب الدولة لمكتب الشرق الأوسط، وبعض الأعضاء السابقين في الكونغرس. وبخصوص ترشيح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الديمقراطي وارن كريستوفر، لخلافة والسوم في منصب المبعوث الأممي الخاص في نزاع الصحراء، حسبما أوردته وكالة «إنير بريس» الدولية المختصة في متابعة أخبار منظمة الأممالمتحدة، قال عضو المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء(كوركاس)عبد المجيد بلغزال ل«المساء» إن اقتراح أسماء معينة لخلافة الديبلوماسي الهولندي أمر سابق لأوانه، مضيفا أنه «لا يستبعد أن تكون جبهة البوليساريو وراء تسريب تلك الشائعة»، على اعتبار أن تعيين أمريكي مكان والسوم سيضمن نوعا من الحيادية والضغط على المغرب، من وجهة نظر البوليساريو. وأوضح بلغزال أن مشكلة الصحراء تتجاوز شخصية الوسيط الأممي أو جنسيته، ولها تداخلات دولية وإقليمية متعددة، واستدل بتجربة المبعوث الأمريكي السابق جيمس بيكر، الذي عمل سابقا وزيرا للخارجية في الإدارة الأمريكية، وقال إن بيكر، بالرغم من المحاولات الكثيرة التي بذلها، لم يحقق أي تقدم في الملف، بسبب الوضع الإقليمي الخاص بالنزاع. وفي رأي بلغزال، فإن الجزائر تحاول أن تنهج نفس السياسة التي نهجها المغرب سابقا من أجل إفشال مخطط بيكر الثاني عام2003، والذي نص على تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء بعد فترة انتقالية تدوم خمس سنوات كحد أقصى، حيث تسعى الجزائر إلى إطالة أمد النزاع لإفشال المخطط المغربي بمنح حكم ذاتي موسع للصحراويين. غير أن تصريحات كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية كوندوليزا رايس، في الندوة الصحافية بالرباط أول أمس مع نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري في ختام جولة لها بالمنطقة المغاربية، وجهت تلميحات بخصوص تشبث الإدارة الأمريكية الحالية بالمبادرة المغربية حول الحكم الذاتي في الصحراء، قائلة: «لسنا بحاجة إلى العودة إلى نقطة الصفر»، مضيفة قولها: «ما نريده هو حل مقبول من الطرفين». وقال مصطفى ناعمي، المتابع لملف الصحراء والعضو في الكوركاس، إن تصريحات رايس هي بمثابة تأكيد على مواقف الإدارة الأمريكية الحالية التي سترحل قريبا، كما أنها بمثابة رسالة إلى الإدارة المقبلة، واعتبر أنه من المرتقب، في حال فوز الديمقراطي باراك أوباما أن يحدث تحرك ديبلوماسي نشط في ملف الصحراء، وقال إن الفرق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري هو أن الأول يركز على الجانب الحقوقي «وقضية الصحراء هي قضية تتعلق بحقوق تاريخية وإنسانية». ووصف ناعمي تصريحات رايس حول أهمية تحسين العلاقات المغربية الجزائرية بالاختراق، وقال إن إثارتها مسألة الحوار الثنائي بين البلدين «تثبيت لموقف المغرب الذي كان دائما يعتبر الجزائر هي الخصم الحقيقي». ومن المرجح، حسب مصدر مطلع، أن تكون هناك جولة خامسة بين المغرب والبوليساريو حول الصحراء قبيل نهاية العام الجاري، بعد أن يتم تعيين المبعوث الأممي الجديد الذي عليه أن يقوم بجولة مكوكية في المنطقة للتعرف على وجهات نظر الأطراف ومحاولة التقريب في ما بينها. وقال المصدر إن اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي الذي تعهدت رايس بعقده قريبا في نيويورك قد يشكل انطلاقة جديدة في ملف الصحراء، إذ من المرتقب أن يتم خلاله تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر وتنظيم لقاء رسمي بينهما تحت رعاية أمريكية.