هاجم لصوص متخصصون في سرقة النساء، مساء يوم أول أمس الأحد، السوق الأسبوعي لحي «عوينات الحجاج» الشعبي بمدينة فاس، واستحوذوا على بعض حلي إحدى السيدات، قبل أن يلوذوا بالفرار. ولم تنفع مطاردات قام بها بعض المتسوقين ومعهم بعض التجار في إيقاف اللصوص الذين تمكنوا من الهروب عبر الأزقة الضيقة لهذا الحي الذي يعقد فيه هذا السوق كل يوم خميس وأحد. وقال شهود عيان إن اللصوص تمكنوا من سرقة ما بعنق سيدة من مجوهرات باستعمال آلة حادة يرجح أن تكون عبارة عن سكين، دون أن تخلف هذه السرقة أي آثار اعتداء على جسد الضحية التي بدأت تصرخ بأعلى صوتها وسط السوق، فيما لاذ اللصوص بالفرار. واضطرت عدد من النساء اللواتي وقفن على المشهد إلى العودة إلى منازلهن، خوفا من تعرضهن للسرقة بعدما سرت بينهن «إشاعة» هجوم اللصوص على مختلف جنبات السوق. وتعرضت إحدى مرافقات الضحية لنوبة حادة من الهلع، اضطر معها التجار إلى استعمال «البصلة» لإنقاذها من حالة إغماء. وأشار أحد التجار إلى أن الأسواق الشعبية تعرف في الأسابيع التي تسبق دخول شهر رمضان ارتفاعا في حالات السرقة التي يتعرض لها روادها، مضيفا أن اللصوص يعمدون إلى «مضاعفة العمل» من أجل الحصول على ما يكفي من «الأموال» استعدادا لشهر الصيام. واستغربت المصادر خلو مثل هذه الأماكن العمومية التي تكتظ بالناس من أي حضور لرجال الأمن، بالرغم من أن الحي توجد به دائرة أمنية يقول بعض شبان الحي إنها «ديكور» فقط. وعادة ما لا يقوم ضحايا هذه السرقات بوضع شكايات لدى السلطات الأمنية. وتنتعش السرقات والإعتداءات بمداخل هذا الحي الذي يجاور أكبر منطقة صناعية بوسط المدينة. وغالبا ما تكثر هذه الاعتداءات نهاية كل شهر بينما تتسلم عاملات المصانع والمعامل رواتبهن الهزيلة، ويقوم لصوص النساء باعتراض سبيلهن لسلبهن أموالهن تحت التهديد بتشويه وجوههن.