تعيش جماعة البحراويين بطنجة أياما عصيبة بعد أن خرج آلاف السكان للاحتجاج على سلوكات قائد المنطقة، الذي حاول هدم مساكنهم، بدعوى أنها أقيمت بشكل غير قانوني، في الوقت الذي يقول السكان إنهم بنوا منازلهم تحت عيون القائد ورئيس الجماعة. ومؤخرا عاش قائد الجماعة لحظات عصيبة، عندما وجد نفسه وسط العشرات من سكان قرية «بني وسين»، التابعة للنفوذ الترابي للجماعة، الذين اتهموه مباشرة بأنه يحاول التستر على فضيحته الشخصية، وذلك بهدم منازل عشوائية بنيت أمام عيونه وبتواطؤ مباشر منه. وكان قائد جماعة البحراويين، أحمد الملوكي، حاول استباق لجنة تحقيق وبدأ في هدم منازل عشوائية بنيت قبل أزيد من ثلاث سنوات. وتفاجئ سكان القرية كيف أن القائد أصدر قرارا بهدم هذه المنازل المسكونة، في ساعات مبكرة من الصباح، متسائلين حول مدى قانونية هذا الإجراء. وكانت لجنة تقص عثرت قبل أيام على أزيد من مائة منزل عشوائي بنيت بجماعة البحراويين طوال السنوات الماضية، أمام عيون السلطة والجماعة. ورفع سكان القرية شعارات منددة بتصرف القائد، فيما حذر شباب القرية القائد من تكرار مثل هذا التصرف، الذي اعتبروه خارجا عن القانون. ويوجد أحمد الملوكي في قلب ملف آخر قام فيه بهدم منزل في جماعة ملوسة، ووجه حينها شتائم بذيئة لسكان كانوا يحتجون على ذلك، وكان أيضا يصور عملية الهدم بهاتفه المحمول وهو يغني، وهو ما يخالف أعراف وأخلاقيات عمل رجل السلطة. ورفض شباب القرية الإفراج عن القائد إلا بحضور الوكيل العام، حتى يعاين حجم الأضرار التي خلفتها عملية الهدم، خصوصا وأن هناك مجموعة من المنازل كانت مفروشة، لكن لحسن الحظ أن أهلها كانوا خارج البيت. وفي السياق نفسه، وجه سكان قرية بني وسين رسالة إلى عامل إقليم فحص أنجرة، يستنكرون فيها ما قالوا إنها تصرفات «لا أخلاقية» يمارسها القائد الملوكي، وطالبوا بفتح تحقيق في سلوكاته، خصوصا فيما يتعلق بعمليات تحفيظ أراض جماعية، واستدعاء المحافظ العقاري بعمالة فحص أنجرة للإدلاء بأقواله.