توقفت حركة المرور في شارع باحماد بالدار البيضاء، مساء الأربعاء الماضي، على إثر التصعيد في الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من أسبوع أمام مقر الإدارة العامة للتكوين المهني، والتي يقوم بها المتعاقدون المتخلى عنهم، سعيا وراء إعادتهم إلى مقار عملهم وتعويضهم عما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية، جراء التخلي عنهم بعد طول سنين من العمل، وفق ما أدلى به ل«المساء» عبد الرحمان التمزارتي، أحد أفراد المجموعة المحتجة.
وكان العشرات من المحتجين، القادمين من مختلف مدن المملكة، قد دخلوا في اعتصام مفتوح أمام المقر العام لإدارة التكوين، رافعين الأعلام الوطنية إلى جانب شعارات مختلفة تعبر عن التشبث القوي لأفراد المجموعة بمطلب العودة الفورية إلى أشغالهم، «وإلا فإنا هنا باقون»، كما تقول إحدى اللافتات، فيما تقول أخرى «لا ترغمونا على إحراق أنفسنا» في إشارة واضحة إلى الخط التصعيدي الذي اتفقت المجموعة عليه والذي بدأت معالمه مساء الأربعاء الماضي من خلال إقدام إحدى المحتجات على محاولة للانتحار عندما رمت بنفسها أمام عجلات إحدى السيارات العابرة في الشارع المحاذي لمكان الاعتصام، مما جعل باقي أفراد المجموعة يلتحقون بها، وهو ما أدى إلى توقفٍ في حركة المرور، أُجبر معه رجال الأمن وعناصر الوقاية المدنية على الحضور إلى عين المكان، وتم نقل سيدتين مغمى عليهما إلى المستشفى.
وكانت السكرتارية الوطنية لمتعاقدي التكوين المهني المتخلى عنهم، التابعة للجامعة الوطنية للتكوين المهني، والمنضوية بدورها في الاتحاد المغربي للشغل، تعقد آمالا عريضة على الاجتماعات المختلفة التي عقدتها الجهات الوصية في الفترة الأخيرة لإيجاد حل عاجل لهذه الفئة المتضررة من الإقصاء، خاصة وأن وزارة التشغيل سبق لها أن وعدت بالحل العاجل لهذا الملف، إلا أنه لا شيء حصل، يقول كاتب عام السكرتارية، قبل أن يضيف: «لم يبق أمامنا إلا التصعيد المتواصل لسبل احتجاجنا بغية إثارة انتباه الجهات الوصية إلى ملفنا الذي نفترش من أجله الأرض ونلتحف السماء».
وحول أسباب تخلي إدارة التكوين المهني عن هؤلاء المتعاقدين معها، المنتمين إلى مختلف المدن المغربية، أرجع الكاتب العام لسكرتارية المجموعة أصل المشكل إلى امتحان الكفاءة المهنية الذي سبق لإدارة التكوين المهني أن أجرته في يوليوز من العام الماضي، ثم لجأت إلى إعادته في أكتوبر من العام ذاته بسبب ما رافقه من تلاعبات، حسب الكاتب العام دائما، وأضاف ذات المسؤول: «لن نبرح مكاننا حتى تعاد إلينا حقوقنا.. ليس لدينا خيار آخر، والأم المحتجة هنا رفقة صغارها الثلاثة خير دليل على محنتنا».