نظمت الرابطة المحمدية للعلماء في الأسبوع الماضي لقاء تواصليا لتقديم خطة تكوين العلماء الوسطاء، ضمن برنامج إدراج الصحة الإنجابية وحقوق الإنسان ومكافحة العنف، المبني على النوع الاجتماعي ومخاطر فيروس العوز المناعي البشري والسيدا في الخطاب الديني، وذلك بحضور العديد من المؤسسات والهيئات المعنية بالصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان ومكافحة مخاطر فيروس العوز المناعي البشري والسيدا، مثل وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وصندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا بالمغرب، والجمعية المغربية للتخطيط العائلي، ومديريتي الحياة المدرسية والصحة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وممثلين عن العصبة المغربية لمكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا. ويهدف البرنامج، حسب وثيقة للرابطة المحمدية للعلماء، إلى تكوين العلماء الوسطاء الذين تم انتقاؤهم ليضطلعوا بمهام تثقيف مختلف الشرائح المجتمعية، عبر لقاءات منظمة يرسخون من خلالها قيم التنمية البشرية المتمثلة في إدراج مجموعة من الوحدات المعرفية قصد الإقناع بتبني سلوكيات وممارسات سليمة في هذا المجال، وإدماج التربية على الصحة الإنجابية في تكوينات العلماء وإدماج عامل حقوق الإنسان في هذه العملية، والتوعية بحقوق الجنسين والتحسيس بمخاطر العنف المبني على النوع الاجتماعي، فضلا عن محاولة الحد من انتشار داء السيدا، وكذا ضمان عطاء أنفع وأنجع في مختلف المجالات المؤهلة في مجال التحسيس بأهمية الصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان، ومكافحة مخاطر الأمراض المنقولة جنسيا، وضمنها داء السيدا، وبالخصوص في صفوف الفئات الهشة. وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي على أهمية الدور الاجتماعي للعلماء في تعزيز حقوق الإنسان ومكافحة العنف المبني على النوع، وأوضحت أن للعلماء دورا اجتماعيا مهما في مجال نشر ثقافة دينية مبنية على الأخلاق النبيلة، مبرزة التوجيهات السامية لإمارة المؤمنين في هذا المجال. وشددت الصقلي أيضا على أهمية إدراج الصحة الإنجابية ومخاطر داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) في الخطاب الديني، وقالت إن إصلاح المجال الديني بالمغرب شهد نقلة نوعية همت بالأساس تمكين المرأة من ولوج المجالس العلمية، مشيرة إلى أن العلماء مطالبون باتخاذ المبادرة من خلال روح الاجتهاد والتجديد. ومن جانبه، قال ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب عبد الإله يعقوب إن هذا اللقاء يشكل حدثا هاما في إطار التعاون القائم بين الصندوق والرابطة المحمدية للعلماء والذي يستهدف تكوين المرشدين الدينيين ومن خلالهم شرائح المجتمع المغربي، مضيفا أن الاستراتيجية القائمة على إشراك الهيئات الدينية بالمغرب تعد تجربة رائدة ونموذجية في المنطقة العربية، وأضاف أن الحقيبة البيداغوجية التي أعدتها الرابطة كانت نتاج عمل تشاركي بين الخبراء والتقنيين في هذا المجال.وقال ممثل برنامج الأممالمتحدة المشترك لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة في المغرب، كمال علمي، إن هذا اللقاء يتيح إرساء تعاون بين مختلف الفاعلين، وخاصة بين الرابطة ووزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الدوليين حول المخطط الاستراتيجي الوطني الجديد لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة، وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بتحديد الأهداف في مجال التغطية والوقاية والتكفل والتشخيص من خلال المخطط الاستراتيجي الوطني الجديد 2012-2016 لمحاربة فقدان المناعة المكتسبة. وفي عرضه لمراحل إنجاز الدليل أكد الدكتور عبد الصمد غازي، عن الرابطة المحمدية للعلماء، أن البرنامج انطلق في بدايته كمشروع بدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا لتحقيق هدف واحد هو إدراج الصحة الإنجابية والتصدي لمخاطر الأمراض المنقولة جنسيا وفيروس العوز المناعي البشري والسيدا في الخطاب الديني وسرعان ما تطور هذا المشروع ليشمل مواضيع أخرى تتمثل في حقوق الإنسان ومكافحة العنف المبني على النوع الاجتماعي. كما قدم الدكتور محمد بلكبير، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم التابع للرابطة المحمدية للعلماء، مكونات الحقيبة البيداغوجية وآفاق العمل فيها فيما يخص تكوين العلماء الوسطاء الذين تم انتقاؤهم ليضطلعوا بمهام تثقيف مختلف الشرائح المجتمعية، عبر لقاءات منظمة يرسخون من خلالها قيم التنمية البشرية المتمثلة في إدراج مجموعة من الوحدات المعرفية قصد الإقناع بتبني سلوكيات وممارسات سليمة في هذا المجال.