خرجت الزاوية القادرية البودشيشية، أول أمس بالدار البيضاء، في مسيرة وطنية حاشدة، شارك فيها الآلاف من مريديها، نساء ورجالا، قادمين من مختلف أصقاع المغرب، للتعبير عن تأييدها لمشروع الدستور المعروض على الاستفتاء الشعبي. وقد ردد مريدو ومريدات الطريقة شعارات ذات طابع سياسي صرف، وإن كان يتخللها نفس ديني صوفي ينتمي إلى طبيعة هذه الطريقة. الزاوية البودشيشية أرادت توجيه رسالة سياسية في هذا التوقيت، وهي أنها جزء من النسيج المجتمعي في المغرب ومشاركة في الحراك الشعبي، من الموقع الذي تجد فيه نفسها كباقي مكونات هذا النسيج. ويلاحظ العديد من المراقبين أن الزاوية كثفت من خرجاتها في المناسبات الوطنية في السنوات الأخيرة، حيث سبق لها أن شاركت في مسيرات أخرى دعت إليها الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني، إلا أن مسيرة أول أمس هي الأولى من نوعها التي تأخذ فيها الزاوية المبادرة. الرسالة القوية لهذه المسيرة ترتبط بوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق الذي كان محسوبا على الزاوية، والذي يواجه هذه الأيام مرحلة صعبة بعد ارتفاع أصوات الخطباء والأئمة والقيمين الدينيين ضده، في مسيرة نظمت بمدينة الرباط هي الأولى من نوعها والأكبر بالنسبة إلى هذه الشريحة، إذ يرى الملاحظون أن الزاوية رسمت مسافة بينها وبين التوفيق، حيث لوحظ غياب الزوايا التي كان قد ذكر في إحصائياته أنها تحتل الرتبة الأولى. وبينما وضع التوفيق الزاوية البودشيشية في المرتبة الخامسة، أظهرت المسيرة أن الزاوية تشكل القوة الصوفية الأولى في المغرب، وهي رسالة متعددة الأبعاد تفرض على وزير الأوقاف أن يعيد حساباته في هذه القضية.