الدار البيضاء تقول نعم لمشروع الدستور الجديد الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال، شارع بوشعيب الدكالي بمدينة الدارالبيضاء، يستقبل الحافلات القادمة من مختلف المدن المغربية، ويحتضن أذكار «فقيرات» و»فقراء» الطريقة القادرية البودشيشية، وشعارات جمعيات الأحياء التي حجت من مدن مختلفة. تحركت المسيرة على الساعة الخامسة والنصف، وتوسطها البودشيشيون، وتقدمها الجمعويون فيما بقي السياسيون في آخر صفوفها، وشارك فيها المواطنون، وعاينها الصحفيون والمراقبون، وحضرها الرياضيون، وشارك فيها إفريقيات وإفريقيون، وانخرط فيها فلاحون، وعززها حرفيون. سيارات اتخذت من العلم الوطني لباسا، وتلونت باللون الأحمر والأخضر، وسيارات أخرى أضحت مكبرات صوت تمشي على أربع، يعتليها شباب يحملون فوق رؤوسهم صورا مؤيدة للدستور، تلتقطها عدسات المصورين، وأصوات من داخل السيارات تدعو إلى التصويت ب»نعم»، على مشروع الدستور الجديد، وحافلات علقت عليها صور الملك محمد السادس تتحرك وسط الحشود، ويعتليها الصحافيون لقنص مشهد المسيرة وهي تغطي رصيف شارع بوشعيب الدكالي، وتمتد من تقاطع شارع محمد السادس وبوشعيب الدكالي، إلى القنطرة القريبة من مركز الوقاية المدنية. العقرب الصغير للساعة يتجه نحو السادسة، شارع بوشعيب الدكالي يودع المسيرة، ويستقبلها شارع محمد السادس لتكمل طريقها نحو النقطة التي اتخذها المنظمون لتعلن نهايتها. بيان اليوم، عاينت المسيرة عن كثب، واقتربت من مريدي الزاوية البودشيشية، واستقت آراءهم، ورصدت شعاراتهم، كما رصدت شعارات جميع المشاركين في المسيرة التي وحدها مطلب واحد «نعم لمشروع الدستور الجديد». «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» آية قرآنية طبعت على لافتات وزعت على المشاركين خلال المسيرة، أراد بها «فقراء» الطريقة القادرية أن يوحدوا كلمة المغاربة، ويجمعوا بينهم، يقول مريد للجريدة طلب عدم الكشف عن نفسه، في حين التصقت الأعلام الوطنية والشعارات الوطنية، وصور الملك محمد السادس بأيدي المشاركين في المسيرة. العقرب الكبير للساعة يتجه نحو السادسة والنصف، والمسيرة ماتزال تشق طريقها نحو النقطة التي وضعت لها، الجماهير الرجاوية والودادية لم تترك المناسبة تمر عليها دون التعبير عن حبها لملك البلاد، ودعمها لمشروع الدستور الجديد. شباب المنطقة رفع شعارات تعبر عن حبه لفريقه، وتدعو إلى التصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد، ونذكر منها على سبيل المثال «لا عشرين لا ياسين والدستور هو لي كاين»، «موت موت يا لعدو والملك عندو شعبو»، شعارات تقاسمتها مع الجماهير الكروية بعض الجمعيات التي تجاهلت شعاراتها وانخرطت في مسيرة عفوية تردد «عاش الملك». فلاحون، نجارون، تجار، حرفيون... خرجوا في هذه المسيرة للتعبير عن دعمهم لمشروع الدستور الجديد، وحملوا معهم أطفالهم ونساءهم وذويهم لتعزيز مسيرة الأحد، سكان الأحياء الشعبية للعاصمة الاقتصادية، انضموا للمسيرة، تقدمهم سكان حي البلدية، تؤطرهم جمعية المواطنة مرس السلطان، وغيرها من الجمعيات، وسكان حي الفرح، درب ميلان، درب الكبير، بوشنتوف... إلى غيرها من الأحياء التي أصر شبابها على الحضور للمشاركة في المسيرة. انتهت المسيرة لكن الاحتفال بمشروع الدستور الجديد لم ينته إلا في ساعات متأخرة من ليلة الأحد الاثنين، حيث أكمل شباب الأحياء الشعبية بدرب السلطان احتفالهم. وعلى بعد 100 كيلومتر شمال البيضاء، لم تتغير الصور، المشهد نفسه، يتكرر في العاصمة الرباط، أعلام وطنية، شعارات داعية للتصويت بنعم على مشروع الدستور، صور للملك محمد السادس، في مسيرة جابت شوارع الرباط. ورفع المشاركون في هذه المسيرة الحاشدة، التي انطلقت من قبالة بلدية الهرهورة ومرت عبر أهم شوارع تمارة وتوجهت صوب ساحة البريد بالرباط مرورا عبر القامرة، شعارات وهتافات مؤيدة للدستور فضلا عن يافطات تدعو للتصويت بنعم وأعلام وطنية وصور للملك محمد السادس. وفي مقابل ذلك، خرجت مسيرات أخرى في مدن الرباطوالبيضاء ترفض الدستور، لكن عدد المشاركين فيها كان أقل بكثير من عدد المشاركين في المسيرات المؤيدة لمشروع الدستور الجديد.