نفت الطريقة القادرية البودشيشية أن تكون المسيرة التي دعت إليها يوم الأحد المقبل في الدارالبيضاء موجهة ضد أي طرف من الأطراف، وأكدت أن موقفها نابع من رغبتها في أداء واجبها الديني والوطني، «متكاملة في ذلك مع مختلف مكونات المجتمع المغربي». وقالت الطريقة، في بيان حصلت «المساء» على نسخة منه، إن موقفها لا ينبغي أن تعطاه «حمولة سياسية أو توجيهية ضد أي حزب أو جماعة، سواء تعلق الأمر بالعدل والإحسان أو بغيره»، ردا على بعض «التأويلات» التي أعطيت لدعوة الطريقة إلى تنظيم مسيرة وطنية كبرى يوم الأحد المقبل، باعتبارها مبادرة تدخل ضمن الاصطفافات السياسية في المغرب، في ضوء المواقف من مشروع الدستور الجديد، المعروض للاستفتاء يوم فاتح يوليوز المقبل. وأكدت الطريقة، في هذا الخصوص، أنها ستظل زاوية صوفية تعبدية لا علاقة لها بالسياسة وأنها ليست طرفا في التدافع السياسي في البلاد، إذ أوضحت، في بيانها، أن «الزاوية ستعود، مباشرة بعد القيام بهذا الواجب الديني والوطني، إلى أورادها وأذكارها ووظيفتها التربوية الروحية الصرفة». وجاء في البيان، أيضا، أن «الطريقة القادرية البودشيشية، وهي تعلن عن موقفها الوطني والإيجابي من مشروع الدستور المعروض على الأمة، من أجل الاستفتاء الشعبي من خلال دعوة شيخها سيدي حمزة بن العباس للتصويت ب«نعم»، لَتؤكد أن موقفها هذا نابع من إيمانها الراسخ بأن هذا المشروع يعد رافعة فعالة لبلدنا نحو آفاق المواطنة، المنغرسة في مقوماتنا وثوابتنا وهويتنا»، وأضاف البيان أن «الطريقة قررت التصويت ب«نعم» على الدستور لكونه وفى بكافة تطلعاتنا المرحلية في وطننا العزيز، بقيادة مولانا أمير المؤمنين، أيّده الله، كما حصَّن تنزيلها على أرض الواقع بالنص الصريح على وجوب تعزيز آليات الحكامة الجيدة وتخليق الحياة العامة وترسيخ مبدأ المحاسبة». وأقنع موقف الزاوية البودشيشية بعض الزوايا الأخرى بالتحرك لتسجيل حضورها في هذه المرحلة التي يُطرَح فيها دستور جديد في البلاد، إذ بادرت زوايا أخرى إلى دعوة «مريديها» إلى التصويت ب«نعم» على المشروع المعروض للاستفتاء الشعبي، بينما قررت زوايا أخرى عقد لقاءات داخلية لاتخاذ موقف، حسب ما علمت «المساء»، من بعض المسؤولين في عدد من الزوايا.