ما زال غموض كبير يلف الحادثتين اللتين تعرض لهما الزميل عزيز العطاتري، الصحافي في جريدة «المساء»، في مكتب مراكش، في وقت سابق، بعدما لم تتضح معالمهما بَعدُ، خصوصا أن الحادثتين وقعتا على بعد 100 متر فقط من المنزل الذي يقيم فيه. وقد وقعت الحادثتان في وقت مضبوط ومحدد، بحكم أوقات خروجه إلى عمله في مكتب الجريدة وتوقيت دراسة زوجته في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش. سيارة «تهاجم » لعطاتري على بعد 100 متر من منزله على الساعة الواحدة و45 دقيقة من يوم 26 أبريل 2011، غادرالزميل عزيز العطاتري منزله، رفقة زوجته وابنه «ريان»، الذي لم تمض على ولادته سوى سنة وستة أشهر، متوجها بابنه الرضيع إلى دار الحضانة، على أن يوصل بعد ذلك زوجته إلى الكلية، قبل أن يتوجه صوب مكتب «المساء» في منطقة باب دكالة في مراكش. ما إن انطلق عزيز العطاتري، المسؤول عن مكتب جريدة «المساء» في مراكش رفقة زوجته وابنه على متن دراجة نارية، حتى فوجئ بسيارة رمادية يسوقها شاب في عقده الثالث، تصدمه، قادمة من أحد الممرات الضيقة، التي تبعد عن منزله بحوالي 100 متر فقط. صدمت السيارة دراجة الزميل العطاتري بشكل قوي، وكادت تودي بحياة ابنه الرضيع، الذي قُذِف به على بعد مسافة 60 مترا... أصيب الزميل العطاتري بكسر في يده اليسرى استدعى الآن إجراء عملية جراحية، بينما أصيبت زوجته، الطالبة الجامعية، بكسر في رجلها اليمنى، تطلب زرع آلة حديدية، بينما أصيب طفله بجرح في وجهه وفي يده... يحكي العطاتري كيف أن سائق السيارة الذي كان يقودها بسرعة كبيرة لم يكلّف نفسَه عناء كبح الفرامل، حتى لا تزداد حدة وخطورة الاصطدام، بل إن السائق استمر في السياقة على مسافة ليست بالقصيرة كادت تستمر وتطول لولا تدخل بعض باعة الخضر والفواكه، الذين عمدوا إلى توقيف السائق الذي داست إحدى عجلاتها الدراجة النارية للعطاتري.
عمليتنان جراحيتان والرضيع ينجو من الموت نقل الزميل عزيز العطاتري، رفقة زوجته وابنه الصغير، على متن سيارة الإسعاف، إلى مستشفى «ابن طفيل» على وجه السرعة، حيث أجريت لهم فحوصات أكدت إصابة العطاتري وزوجته بكسور تتطلب عملية جراحية، في حين تم علاج الجروح التي «وشمت» وجه صغير العطاتري. وُضع الصحافي عزيز العطاتري التي العناية الطبية رفقة زوجته، بعد أن أثبتت الفحوصات إصابتهما بكسور، ليتم الاحتفاظ بهما في المستشفى. وفي اليوم الموالي، وبعد تدارس بعض الدكاترة المتخصصين في جراحة العظام حالته، قرر الفريق إجراء عملية مستعجلة لزوجة الزميل العطاتري، والتي كُلِّلت بالنجاح. غادرت الزوجة المستشفى بعد ثلاثة أيام، بينما ما يزال الصحافي العطاتري يعاني من آلام في يده، رغم وضعه الجبص لمدة شهر ونصف، مما جعل حالته تتطلب إجراء عملية دقيقة في مفصله من جهة الكف. وقد قامت المصالح الأمنية في مراكش بالتحقيق في الحادث المفجع، في الوقت الذي أكد العطاتري، مدير مكتب «المساء» في المدينة الحمراء، أنه ليست له أي عداوة مع أي أحد أو «جهة»، على اعتبار أنه يعمل وفق خط تحريري لجريدة ليست مع ضد أحد وليست ضد أحد، أيضاً... سيارة «مجنونة» تصدم العطاتري للمرة الثانية لم تكن تلك المرة الوحيدة التي يتعرض فيها الزميل عزيز العطاتري لحادثة سير غامضة، بل سبق أن صدمته سيارة من نوع «بارتنير» في نفس المنطقة، التي تعرض فيها للحادثة الأخيرة، لكن «السيناريو» في تلك المرة اختلف شيئا ما... يحكي الزميل العطاتري أنه كان على موعد مع مصور «المساء»، الذي قَدِمَ من الرباط من أجل تغطية المعرض الدولي للطيران «إيرو إكسبو»، الذي كانت فعالياته تُنظَّم في مراكش. في حدود الساعة الثامنة والنصف، خرج الصحافي عزيز العطاتري من منزله في اتجاه المعرض، حيث كان سيلتقي بمصور «المساء». لكن سيارة كانت تسير بسرعة جنونية، خرجت لتوها من أحد الأزقة، صدمته، تاركة إياه ملقى على الأرض فاقدا الوعي... بعد حوالي 20 دقيقة من فقدان الزميل العطاتري وعيه، وبعد تقديم أحد المارة المساعدة له، وبعد طول انتظاره لسيارة الإسعاف، التي لم تحضر، توجه الصحافي صوب بيته ليقصد رفقة زوجته مستشفى «ابن طفيل»، حيث أثبتت الفحوصات التي أجريت له إصابته بكسر في يده اليمنى. توقف بسبب الكسر عن الكتابة لمدة شهر، إلى أن استعاد عافيته، ثم سرعان ما فقدها في الحادثة المفجعة التي تعرَّض لها مؤخرا وكادت تودي بحيته وحياة زوجته وابن الرضيع، لولا الألطاف الإلهية.