يبدو أن فريق الفتح الرياضي مقبل على الدخول في منعرج حاسم خلال الموسم المقبل، خصوصا أن الأخبار القادمة من محيطه تدل على بعض التغييرات التي ستطال الطاقم التقني، بمن فيهم المدرب الحسين عموتة والمدير العام حسن مومن، اللذان تنتهي عقودهما بنهاية شهر يونيو 2011. وبهذا الخصوص تقول المعطيات التي تتوفر عليها «المساء» إن أحمد الزغاري اتخذ قراره بشكل نهائي بعدم تجديد عقد عموتة، وأبلغه إلى جل مكونات النادي، لكن القرار النهائي يبقى بيد الرئيس علي الفاسي الفهري، الذي ربما قد يرى الأمور من منظار أكثر موضوعية، فموقع الزغاري كمنسق بين النادي ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير لن يشفع له حتما في تسطير السياسة التقنية للفريق، كما أن رئيس الفريق علي الفاسي الفهري هو المخول قانونا وعرفا لاتخاذ قرارات من هذا القبيل، بعد الرجوع والتشاور مع مختلف مكونات المكتب المسير، خصوصا منها ذات الصلة بالمناحي التقنية. قرار عدم تجديد عقد عموتة، وإن توقعه البعض في وقت سابق، سيفاجئ كل مكونات الفريق، وسيطرح بحدة على طاولة الجمع العام المقبل، والذي لم يحدد تاريخه بعد، وذلك لسببين هامين: أولهما أن المدرب نجح في الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه قبيل توقيع العقد، وفي مقدمتها تحقيق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، مع الحفاظ على هذا المكتسب في السنة التي تلي ذلك الموسم، وبعده احتلال مرتبة بين السبع فرق الأولى في الدوري. بل زاد على هذه الإنجازات نجاحه في قيادة الفريق نحو الفوز بلقب كأس الاتحاد الإفريقي وكأس العرش، وهي كلها رهانات كانت تعطي الانطباع على أن تجديد عقد عموتة سيتم بشكل آلي وتلقائي، لكن مزاجية الزغاري سارت في عكس الاتجاه، خصوصا أن الجميع كان على علم بتوتر العلاقة بين الرجلين في الآونة الأخيرة، لأسباب تظل مجهولة وبعيدة كل البعد عن المجال الرياضي. وبعيدا عن مشكل تجديد أو عدم تجديد عقد عموتة وحسن مومن تبرز إلى الواجهة مشاكل أخرى ذات الصلة، فالفريق إلى حدود اللحظة يعيش حالة من الجمود المثيرة للاستغراب، فلا أحد يعرف موعد الجمع العام، ولا سياسة الفريق المستقبلية. وفي ظل انعكاسات هذا الجمود يعيش عدد من اللاعبين وضعا حرجا، بعد أن أسدل الستار على العقود التي تربطهم بالفريق، ومن ثمة فقد وجدوا أنفسهم في حرج كبير، إذ لم يفاتحهم أحد في موضوع مستقبلهم مع النادي، كما لم يتم إخبارهم بشكل رسمي بالاستغناء عن خدماتهم، ومن ثمة شروعهم في فتح باب المفاوضات مع الأندية التي يمكن أن يلتحقوا بها مستقبلا. ويأتي في مقدمة هؤلاء، جمال التريكي، والنايجري الحسن إيسوفو، ومراد الزيتوني، فضلا عن حمودة بنشريفة ورشيد روكي ويوسف شفيق الذين لا يرتبطون مع النادي بعقد مكتوب. من ناحية أخرى، التحق بصفوف الفريق عائدا من الإعارة اللاعب الكمروني دانيال مونشاري حاملا معه اقتراحات حول مستقبله مع النادي وكذا مقترحات أخرى للرحيل عنه، لكنه كغيره لم يجد من يتحدث إليه في الموضوع، ومن ثمة فهو يعيش كغيره حالة الانتظار التي تعاني منها كل مكونات الفريق.