أجمع كل أعضاء اللجنة التقنية التي أنيطت بها مهمة الإشراف التقني على المنتخب المغربي لكرة القدم خلال المرحلة المقبلة، على عدم معرفتهم المسبقة بأمر تعيينهم في هذا المنصب إلا خلال الساعات الأولى من يوم أول أمس الإثنين. وأشارت المصادر إلى أنهم فوجئوا كغيرهم من المتتبعين للشأن الكروي المغربي بالنبأ، باستثناء حسن مومن، الذي قد يكون أخبر بالأمر، لكنه تلقى تعليمات صارمة بعدم البوح به إلى غاية عودة رئيس الجامعة الذي كان حينها متواجدا بالعاصمة الفرنسية باريس. وكان الأعضاء الأربعة قد شاركوا إلى جانب علي الفاسي الفهري في اجتماع أولي صباح يوم الاثنين، تم خلاله شرح خلفيات تعيينهم في هذا المنصب، إضافة إلى الأهداف المرجوة من ذلك، والتي يأتي في مقدمتها تكوين مجموعة من أربعة أشخاص، يقودهم حسن مومن. واستغل الفاسي المناسبة لإخبار الأطر الأربعة بأنه لن يلزمهم بتحقيق أية أهداف، مادامت وضعية المنتخب المغربي في ترتيب المجموعة الأولى أصبحت صعبة، وفرصه في التأهل إلى المونديال باتت مستعصية. لكن التزام جمال السلامي بالإشراف على إحدى الحصص التدريبية الخاصة بفريقه الدفاع الحسني الجديدي أجل الحسم في بعض النقط الأخرى الخاصة بالاتفاق على اسم المعد البدني، إضافة إلى باقي أعضاء الطاقم التقني، حيث جرى الاتفاق على عقد اجتماع آخر سيتم خلاله الحسم في كل النقط التي ظلت عالقة. لكن الأكيد هو أن رئيس الجامعة اتخذ قرارا لا رجعة فيه، يقضي بالتخلي كليا عن جميع مكونات محيط المنتخب السابق، ويجري التداول في شأن الأطر التي ستعوضها، سواء التقنية أو الإدارية أو الطبية. حيث تأكد أن حسن مومن سيجتمع بفتحي جمال من أجل إطلاعه على التقارير التي سبق أن أجراها عن كل لاعب على حدة، خصوصا المحترفين منهم. ومباشرة بعد الاجتماع الأولي الذي شارك فيه الأعضاء الأربعة للجنة التقنية، دخل حسن مومن وعبد الغني الناصيري في اجتماع تقني ثاني جرى خلاله اختيار لائحة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم للمباراة الودية المقبلة، التي ستجمع المنتخبين المغربي والكونغولي بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وذلك يوم 12 غشت المقبل. حيث تأكدت صعوبة التنقل إلى العاصمة الغانية أكرا لمواجهة منتخبها الوطني لاعتبارات كثيرة، أهمها أن جميع الأندية الأوروبية والعربية والمغربية تعكف حاليا على التحضير للموسم المقبل، ومن ثمة سيكون من الصعب إخراج لاعبيها من الأجواء الأوروبية وسحبهم نحو أجواء إفريقية تتميز في الفترة الحالية بمناخ صعب جدا. ويأتي إصرار مومن على تحضير اللائحة الأولية للمنتخب لكون المدة المحددة قانونيا من طرف الاتحاد الدولي لتوجيه الدعوات الخاصة بالمشاركة في المباريات الدولية لا تتعدى 15 يوما، وهي نفس المدة الزمنية التي تفصل عن مباراة الكونغو الودية، وبالتالي فإن أي تأخير سيعرض المنتخب واللاعبين للحرج أمام الفرق التي يلعبون بها. وحصر مومن لائحة المنتخب في 36 لاعبا، سيجري تقليصها خلال الأيام المقبلة وفق معطيات موضوعية، أهمها تلمس المستوى الذي بلغته تحضيرات الفرق التي يلعب بها المحترفون المغاربة. وانطلاقا من ذلك فإن لاعبي الأندية الفرنسية ستكون لهم حظوظ كبيرة في التواجد ضمن اللائحة النهائية، على اعتبار أن أنديتهم باشرت تحضيراتها الأولية خلال الأسبوع الأول من شهر يوليوز الحالي. كما تأكد رسميا أن حسن مومن سيجمع بين مهمة تدريب المنتخب وبين التنسيق بين عمل الأطر الثلاثة الأخرى (الحسين عموتة، عبد الغني النصيري وجمال السلامي، وأن كل مدرب من هؤلاء ستسند له مهمة واضحة ضمن الطاقم التدريبي للمنتخب، فضلا عن أنهم سيحافظون على مناصبهم داخل الفرق التي يعملون بها في الوقت الحالي. لكن المدريبن الأربعة لن يجلسوا حتما على كرسي احتياط المنتخب، حيث سيجري اختيار واحد منهم، ويرجح أن يكون عبد الغني الناصيري لمساعدة المدرب والمنسق حسن مومن. القرار أثار استغراب المدربين أيضا رغم أنه لا أحد يجادل في أسماء الطاقم وكفاءاته، وقال أنيني عضو ودادية المدربين المغاربة أن القرار قد تم دون استشارة أي طرف واعتبره قطعة حلوى مسمومة للأطر المغاربة.