كشف علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن لائحة مكتبه المسير خلال الاجتماع الذي عقد لهذا الغرض أول أمس بالقاعة الكبرى لمقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب –شرق مدينة الرباط-. واشتمل جدول أعمال الاجتماع على مناقشة نقطتين، هما رحلة الكامرون وشكليات تنظيم مباراة المغرب والطوغو، إضافة إلى تحديد المسؤولين عن اللجن التي سيعهد إليها الاضطلاع بمهمة تنفيذ السياسة التي رسمها الفاسي الفهري، خلال خطابه الأول أمام أنظار الجمع العام العادي للجامعة يوم 16 أبريل 2009. لكن النقطة التي أثارت استياء الصحفيين، الذين كانوا يرغبون في تغطية أشغال الاجتماع، هي ترحيله إلى منطقة بعيدة عن مركز المدينة، فضلا عن الصعوبات التي واجهوها في ولوج المجمع الذي فرضت عليه حراسة أمنية مشددة. استهل الاجتماع بتلاوة الفاتحة ترحما على روح الفقيد عبد الرزاق مكوار، قبل أن يتكفل الفهري بإلقاء كلمة أشاد فيها بخصال الراحل وبإسهاماته الوافرة في ميدان كرة القدم، سواء داخل فريق الوداد أو ضمن المكتب المسير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مؤكدا أن مكوار نجح في استباق عصره بأفكار قادت الوداد البيضاوي إلى العالمية في وقت ظل هذا المفهوم بعيدا عن إدراك جملة من المسيرين الذين عاصروه. إثر ذلك أعطى الفهري لمحة عن رحلة الكامرون التي قام بها صحبة المنتخب المغربي، مؤكدا أنها مرت في ظروف وأجواء طيبة، مشيدا بالصلابة التي ميزت أداء المنتخب المغربي خلال مواجهته للمنتخب الكامروني، على اعتبار أن نقطة التعادل سيكون لها مفعول إيجابي خلال ما تبقى من جولات التصفيات. إثر ذلك انتقل رئيس الجامعة إلى ترتيبات مباراة المنتخبين المغربي ضد نظيره الطوغولي برسم الجولة الثالثة، داعيا جميع أعضاء المكتب إلى التعبئة الشاملة لإنجاح هذا الموعد، وذلك لكونه سيحدد بنسبة كبيرة حظوظ المنتخب في هذه المسابقة، مشيرا في الحين ذاته إلى جملة من الإجراءات والتدابير التي سيجري إتباعها خلال هذه المباراة على المستوى التقني والأمني والطبي. كما تحدث الفاسي عن الإجراءات التنظيمية التي جرى الشروع فيها منذ مدة لإنجاح الرهان التنظيمي للمباراة، حيث اضطلع كل من كريم عالم والدكتور عبد الحق السلاوي بمهمة التنسيق مع كل المتدخلين في هذا الشأن، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل جيد إلى حدود الساعة، منوها بتعاون جميع المصالح الخارجية التي وضعت كل طاقاتها رهن إشارة الجامعة. بعد ذلك شرع الرئيس في النقطة الموالية المدرجة في جدول الأعمال، والمتمثلة في تحديد لائحة المكتب المسير للجامعة، في لحظات غلب عليها طابع الترقب. وهكذا أنيطت مهمة النائب الأول للرئيس بعبد الله غلام رئيس الرجاء البيضاوي الذي تخلف عن حضور الاجتماع، أما مهمة النائب الثاني فنالها رئيس الوداد البيضاوي عبد الإله أكرم. وعادت أمانة المال لهشام بلمراح والكتابة العامة لخالد العرايشي. لكن أهم لجنة في التشكيل الجامعي هي التي كانت من نصيب أحمد غايبي، رئيس المكتب المديري لفريق أولمبيك آسفي، حيث كلف بالبرمجة والتحكيم على اعتبار أن الملفين معا يعتبران من أسباب تخلف كرة القدم المغربية، فيما ارتأى الفاسي الفهري أن يحتفظ لنفسه برئاسة لجنة المنتخبات الوطنية وكأس العرش، في رؤية أثارت استغراب الجميع، لكون الملفين لا يربطهما رابط عضوي، وكذا لأن انشغالاته المهنية ستمنعه حتما من إيلائهما الاهتمام الكافي. فرئيس الجامعة حسب بعض المهتمين لا يفترض أن يرأس لجنة من اللجن، لكونه يعتبر الرئيس الفعلي لكل اللجن، كما أن إشرافه على إحداها سيدخله دائرة التنافس مع الباقين، ويفترض كذلك أن يعرضه للمساءلة والمحاسبة وهي أمور يجب عليه تفاديها، حفاظا على دوره التنسيقي بين اللجن، وكذا دوره التحكيمي في العديد من القضايا المعروضة عليه. باقي اللجن غلب على تشكيلها طابع التنوع الذي يعد الترجمة العملية للأفكار التي سبق أن طرحها الفاسي كحلول عملية لتطوير كرة القدم المغربية، ويأتي في مقدمتها لجنة الشبان التي يرأسها حكيم دومو، ولجنة القوانين والعلاقات مع العصب والتي كلف بها عبد الهادي إصلاح، ولجنة الاستشهار والماركوتينغ والتواصل التي كانت من نصيب مروان طرفة. وطالب الفاسي من رؤساء اللجن عرض برامج عملهم وخططهم المستقبلية على أقرب اجتماع لتزكيتها ومنحها صلاحية التنفيذ. ورفض الفهري إدراج نقطة متعلقة بالجدل القائم حول عدد الفرق النازلة إلى القسم الأول هواة، ضمن جدول أعمال الاجتماع، وأحالها على لجنة مختلطة بين المجموعة الوطنية للهواة والنخبة، على اعتبار أن الملف من بقايا العهد السابق.