شدد الحسين عموتة، مدرب الفتح الرياضي، على أهمية الإنجازات التي حققها فريقه خلال الفترة الأخيرة، وتحديدا فوزه بلقبي كأس العرش وكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مؤكدا أن الكرة المغربية كانت في أمس الحاجة إلى إنجاز من هذا القبيل ينسي الجماهير المغربية مرارة النتائج المخيبة التي حققتها الفرق والمنتخبات الوطنية في الآونة الأخيرة، وهو ما يفسر، حسب رأيه، حجم التعاطف والتفاعل الجماهيري الكبير الذي لقيته هذه الإنجازات وعلى الخصوص الفوز بكأس الكاف من قلب مدينة الصفاقسي، التي ارتدت في الآونة الأخيرة ثوب البطولة من فرط فوز فريقها المحلي بالألقاب الإفريقية وفي مقدمتها هذه الكأس، خلال ثلاث مناسبات.. كما أوضح عموتة أن إنجاز الفتح سيعيد الثقة كذلك لجميع الأندية المغربية التي ستدخل مستقبلا غمار المسابقات الإفريقية، وسيساعدها على التخلص من عقدة الإقصاء من الأدوار الأولى. وهذا نص الحوار الذي أجرته «المساء» مع مدرب الفتح والمنتخب المغربي سابقا. كيف هي معنوياتكم بعد أول هزيمة يتلقاها الفريق هذا الموسم ضمن بطولة الدرجة الأولى؟ أعتقد أن فريق الفتح الرياضي لم يكن يستحق الهزيمة خلال ملاقاته للجيش الملكي في ديربي العاصمة، ربما لم نكن في أحسن أحوالنا، وربما لم نقدم أداء يشفع لنا بإلحاق الهزيمة بفريق الجيش الملكي في تلك المباراة. لكن ربما نتيجة التعادل كانت ستكون عادلة ومنصفة للطرفين، رغم أننا لم نتعامل بما يكفي من الجدية مع الفرص التي لاحت لنا خلال بداية المباراة. وعلى العموم أعتقد أن الهزيمة في هذا الوقت بالذات قد تصب في مصلحتنا، وستفرض علينا الخروج من دائرة الاحتفال بالإنجازات والعودة للواقع. ومن ثمة التعاطي مع المباريات المقبلة بروح جديدة، علما أن جميع الأندية سيسكنها هاجس واحد وهو العمل على إلحاق الهزيمة بالفائز بكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. ما هي، إذن، الكلمات التي وجهتموها للاعبيكم بعد الخسارة؟ أنا لست من المدربين الذين يوجهون اللوم إلى اللاعبين عقب الخسارة مباشرة، وتحديدا داخل غرف تغيير الملابس. بل على العكس أنا أفضل أن أتحدث إلى اللاعبين بعد ذلك، حتى أضمن أن كلامي سيتم استيعابه على نحو جيد، وكذا لكي أظهر لهم أن مسؤولية الهزيمة لا يتحملوها لوحدهم. ربما الرسائل التي سأعمل على إيصالها للاعبين خلال هذا الأسبوع بأكمله هي أن تحقيق الانتصارات يمر حتما عبر مضاعفة الجهود فوق أرضية الملعب، وتقديم مستوى تقني وبدني يفوق مستوى الفرق المنافسة، فضلا عن الوعي بأهمية نسيان الإنجازات والبطولات المحققة، لأن منطق كرة القدم تحدده حقيقة واحدة، هي أن مباريات كرة القدم لا تكسب انطلاقا من قيمة النادي وإنجازاته وحجم لاعبيه، بل من خلال المجهود الذي يبذل فوق أرضية الملعب وكذا من خلال روح الانتصار التي يجب أن تتوفر في جميع اللاعبين. هل يمكن أن نقول إن لاعبي الفتح أصيبوا بما يشبه التخمة في مجال كرة القدم؟ أظن أنه من المبكر أن نخلص إلى مثل هذه الاستنتاجات، فالفريق فشل في مباراة واحدة من أصل 8 مباريات خاضها ضمن مسابقة البطولة وعدد آخر من مباريات كأسي العرش والاتحاد الإفريقي. ربما كثرة المباريات، وفي وقت وجيز، يؤثر على تركيز اللاعبين وهذا أمر طبيعي وعادي. فداخل الفتح لم نعد نخوض حصصا تدريبية كاملة، بل أصبحنا نتعقب فقط البحث عن الطراوة البدنية، لكون أجندة مبارياتنا أصبحت تضاهي أجندة الأندية الأوروبية الكبيرة. فأحيانا نلعب أربع مباريات في ظرف تسعة أيام، وكلها مباريات حاسمة. وبالتالي فمن الطبيعي أن يتأثر اللاعبون من الناحية الذهنية والبدنية معا، ومن الطبيعي كذلك أن يظهر الفريق بشكل غير جيد خلال بعض المباريات. انطلاقا من كل ما ذكر، هل لازلتم تراهنون على الفوز بلقب البطولة الوطنية؟ لا بد من التذكير قبل الإجابة عن هذا السؤال أن فريق الفتح بشكله الحالي لازال حديث العهد بدوري الدرجة الأولى. فقبل موسمين فقط حلت إدارة جديدة بهذا الفريق برئاسة السيد علي الفاسي الفهري، وتم خلال المناقشات التي سبقت توقيع العقد بتنسيق مع المدير الرياضي للنادي حسن مومن وضع الألويات. وخلال ذلك طلب مني أن أعد فريقا يستطيع الصعود بعد موسمين إلى الدرجة الأولى، لكننا أنجزنا هذا المشروع قبل ذلك بسنة واحدة، وخلال السنة الموالية كان همنا هو تثبيت أرجلنا بنفس القسم، ونجحنا في ذلك رغم أننا عانينا قليلا. وإبان خوضنا لنهائي كأس العرش برسم الموسم 2008/2009 وجدنا أنفسنا في معترك الساحة الإفريقية وتحدينا الجميع وفزنا باللقب، وقبل ذلك بأيام بلقب آخر هو كأس العرش. ربما هذا المسار يؤكد أننا لم نحترم مراحل النمو الطبيعي، وهو ما يجعل الجميع يشدد على مطالبتنا بالفوز بلقب البطولة. وحتى أكون صادقا مع القراء فهدفنا هذا الموسم هو التنافس من أجل احتلال المراتب الست الأولى، من يدري فقد نجد الظروف مناسبة لتحقيق نتيجة أفضل من ذلك. لكن ما أعد به الجمهور الفتحي حاليا هو أننا سنقدم أفضل مستوى ممكن خلال كل المباريات التي سنخوضها.. ختاما، هل ينوي فريق الفتح إحداث تغييرات على تشكيلته خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة؟ أظن أن كل مدرب في العالم يحذوه دائما طموح لتطوير فريقه بالشكل الذي يمكنه من تحقيق نتائج إيجابية. وحتى أكون صادقا معك ومع القراء فتشكيلة الفتح تحتاج إلى بعض الترميمات، ما دام الفريق قد بلغ منزلة وشهرة كبيرتين. لكن سياسة فريق الفتح الرياضي في الانتدابات تقوم على جملة من المعايير، يتقدمها أولا احتياج النادي إلى خدمات لاعب ، ثم مستواه التقني والبدني ومدى قدرته على العطاء خلال مدة العقد، ثم مراعاة الجانب الأخلاقي الذي يعد محددا لا غنى عنه، في أفق تكوين فريق خال من المشاكل ومن التذبذبات التي تنجم عن المشاكل الداخلية. وحتى أكون صادقا معك، فإيجاد لاعبين من هذه الطينة يحتاج إلى كثير من البحث والتقصي.