نددت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل باستمرار طرد العمال بدون وجه حق ومحاربة العمل النقابي والمطالبة بوقف التعسف والمضايقات التي تمارس في حق النقابيين، معلنية عزمها على فضح زيف الإصلاح المنادى به في المغرب، والتصدي لسيطرة لوبيات الفساد والمستفيدين من الريع الاقتصادي والتجاوزات القانونية ومخالفة مضمون مدونة الشغل. ودعا مناضلو المركزية النقابية أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى تفعيل صلاحياته واختصاصاته تجاه «الباطرونا» الذين لا يتوانون عن انتهاك قانون الشغل ومضايقة العمال النقابيين وطردهم في حالة رفضهم الركوع لأرباب العمل. وذكرت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فرع القنيطرة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن ما تشهده العديد من المؤسسات الصناعية من تجاوزات تطال حقوق الطبقة العاملة ينذر بانفجار الأوضاع وعودة حالة الاحتقان، مستنكرة ما وصفته بالهجمة الشرسة وغير المقبولة التي تعرض لها مجموعة من العمال والمسؤولين الكونفدراليين من طرد وتعسف ومحاربة حق التنظيم النقابي، وتمادي الباطرونا في العديد من الشركات بالمدينة في خرق قانون الشغل، ورفضهم الاعتراف بالمكاتب النقابية القانونية. وكشف البيان نفسه، الذي يحمل شعار «لا معنى لدستور جديد مع الطرد ومحاربة العمل النقابي»، أن النقابة رصدت مجموعة من الانتهاكات الخطيرة التي تطال العمال بمجرد ممارستهم الحق النقابي، وأشار في هذا السياق إلى أن إدارة شركة مجموعة الأوراش الكبرى، (قطاع الحديد)، أقدمت على طرد الكاتب النقابي، ومضايقة أعضاء المكتب والمنخرطين الكونفدراليين، بمجرد تأسيس مكتب نقابي، كما عمدت شركة «سيفانس» العاملة مع شركة مركز الحليب بالقنيطرة، وللسبب ذاته، إلى توقيف الكاتب النقابي الكونفدرالي. وأوضح مكتب الاتحاد المحلي الكونفدرالي بالقنيطرة، الذي ينظم عشية هذا اليوم وقفة احتجاجية في ساحة النافورة، أن ما يتعرض له العمال في العديد من المواقع من استفزازات ومحاولات الإجهاز على حقوقهم ومكتسباتهم يبين حقيقة وزيف الشعارات المنادى بها في المغرب من دستور جديد وأوراش وإصلاحات كبرى، ويؤكد بالملموس أن المسؤولين في واد وواقع الحال تهيمن وتسيطر عليه لوبيات الفساد وفلول الإقطاع والبورجوازية الهجينة، التي تتغذى وتكبر وتسمن من موارد الدولة ومص دماء وعرق الكادحين، حسب تعبير البيان. وأعلنت النقابة في نفس البيان شجبها للطرد الذي تعرض له المسؤولون النقابيون وسائر العاملين، وإدانتها الشديدة لمحاربة العمل النقابي بمجرد تكوين العمال لمكتب نقابي، داعية كلا من والي جهة الغرب ومندوب الشغل إلى حماية القوانين، ووقف الاعتداء على ممارسة العمل النقابي. وأضافت النقابة أنها قررت الدخول في أشكال نضالية تصعيدية للرد على مجمل الانتهاكات المرتكبة في هذا الإطار، بينها تنظيم مسيرة عمالية حاشدة في السابع عشر من هذا الشهر.