استقال الوزير الفرنسي جورج ترون من مهامه، يوم الأحد الأخير، بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي، وذلك بعد 10 أيام على استقالة مدير النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس-كان من منصبه، بنفس التهمة. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (أ إف ب) إن «وزير الدولة لشؤون الخدمة المدنية، جورج ترون، استقال من مهامه بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي»، مبينا أنه «أخذ علما بالاستقالة». وكانت وسائل إعلامية فرنسية قالت، في وقت سابق، إن مواطنتين فرنسيتين عملتا في بلدية دارفيي، التي يترأسها ترون، قد رفعتا دعوى قضائية ضده تتهمانه فيها بالتحرش الجنسي، وإن محاميهما تقدم لدى النيابة العامة بدعوى في هذا الأمر. وأشار فيون إلى أنه «هو والرئيس نيكولا ساركوزي بُلغا بقرار ترون وسيعملان بموجبه»، مؤكدا أن «القرار لا يشكل حكما مسبقا على الاتهامات الموجهة ضد ترون والتي سيبُتُّ فيها الفضاء». وأثنى فيون على «شجاعة وحس المسؤولية التي يتمتع بها ترون الذي قدم المصلحة العامة، مما سيمكنه من الدفاع عن نفسه بحرية»، غير أن ترون نفى التهم الموجهة ضده واعتبر محاميه شكوى المرأتين غير مبررة تماما، وأعلن عزمه على التقدم ضدهما بدعوى التشهير. من جانبه، قال الوزير نفسه لوكالة «رويترز» إنه أخبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون بالأمر، مشيرا إلى أن المرأتين كانتا قد سرحتا من الخدمة في بلدية مدينة درافيي، الواقعة جنوب باريس، والتي كان ترون عمدة لها. وكان ترون ادعى في السابق أنه يتعرض لمحاولة من جانب خصومه السياسيين لتشويه صورته، اعتمادا على الزخم الذي أحدثه القبض على ستراوس كان، الذي قررت السلطات الأمريكية في 19 ماي المنقضي الإفراج عنه بكفالة قدرها مليون دولار وضمانة قدرها خمسة ملايين مقابل بقائه قيد الإقامة الجبرية في منزله في انتظار محاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي ومحاولة اغتصاب عاملة في فندق بنيويورك. وحاول ترون كذلك ربط القضية بخلاف بينه وبين أقارب زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني، مارين لوبان، وهو ما دفعها إلى مقاضاته بتهمة التشهير. وتأتي استقالة الوزير جورج ترون بعد 10 أيام على استقالة مدير النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس-كان، الذي كان قد استقال بتهمة الاعتداء الجنسي. ووجه القضاء الأمريكي مؤخرا إلى مدير صندوق النقد الدولي تهمة الاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب في حق موظفة تنظيف في فندق «سوفيتل» بنيويورك حيث كان ينزل، وذلك بعد ساعات على توقيفه في مطار نيويورك. وتم العثور على آثار الحمض النووي الريبي لستروس-كان على ملابس عاملة التنظيف في الفندق النيويوركي التي اتهمته بالاعتداء عليها جنسيا. وكان ستروس-كان قال مؤخرا، في رسالة إلكترونية صيغت بالإنجليزية تحمل توقيع «دومينيك»، إنه استقال من رئاسة صندوق النقد الدولي ليجنب هذا الصندوق «الكابوس» الذي يعيشه، مؤكدا براءته. ودومينيك ستروس-كان، 62 عاما، المرشح الأبرز للفوز بترشيح الحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات الرئاسية في 2012، ويحتمل أن يؤدي توقيفه إلى وقف السباق الرئاسي للمرشح الاشتراكي المرجح لدى الفرنسيين في استطلاعات الرأي لمنافسة ساركوزي في العام القادم.