استقال دومينيك ستروس كان من منصب مدير صندوق النقد الدولي وقال انه بحاجة الى تكريس كل طاقته للتصدي للاتهامات الموجهة اليه بالاعتداء الجنسي على خادمة في فندق. ويقضي اعتقال ستروس كان من على متن طائرة في مدينة نيويورك يوم السبت الماضي على تطلعاته لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية في عام 2012 كما أثار جدالا حول تقليد بدأ قبل 60 عاما بتعيين أوروبي في منصب مدير صندوق النقد الدولي. وقال ستروس كان في خطاب استقالته الذي كشف عنه الصندوق ويحمل تاريخ أمس //اني أنفي بكل تأكيد ممكن المزاعم التي صدرت في حقي.// وأضاف //أريد أن أكرس كل قوتي وكل وقتي وكل طاقتي لاثبات براءتي.// وقال محامي ستروس كان ان موكله الذي سبق وأن تولى منصب وزير المالية في فرنسا سيقدم طلبا ثانيا اليوم الخميس للسماح باخلاء سبيله بكفالة مليون دولار ووضعه رهن الاقامة الجبرية في المنزل لمدة 24 ساعة لحين محاكمته في اتهامات بمحاولة اغتصاب خادمة الفندق. وستروس كان محتجز في سجن رايكرز ايلاند في نيويورك. وقالت ايرين دوجان المتحدثة باسم مكتب الادعاء بمنطقة مانهاتن لرويترز أمس //ستكون هناك حتما جلسة غدا للنظر في اخلاء سبيله بكفالة.// وبدا ستروس كان /62 عاما/ في صورة التقطتها الشرطة بعد أكثر من 24 ساعة من القاء القبض عليه متعبا وحزينا وكان يرتدي قميصا غير مهندم. ويرجح أن تثير الصورة غضبا في فرنسا من الطريقة التي عرض بها رجل يعتبر منافسا قويا على الرئاسة الفرنسية أمام الكاميرات قبل أن تكون أمامه فرصة للدفاع عن نفسه أمام المحكمة. وأشارت استطلاعات للرأي في فرنسا أمس الى أن 57 في المئة من المشاركين يعتقدون ان السياسي الاشتراكي ستروس كان ضحية لمؤامرة. وأدلت السيدة التي تقول ان ستروس حاول اغتصابها -وهي أرملة تبلغ من العمر 32 عاما من غرب افريقيا- بشهادتها أمس أمام هيئة محلفين كبرى. وستتخذ المحكمة قرارا حول ما اذا كان هناك ما يكفي من الادلة لتوجيه عريضة اتهام رسمية. ويواجه ستروس كان في حالة ادانته حكما بالسجن لمدة 25 عاما. وتعزز استقالة ستروس كان جدالا حول المدير المقبل للصندوق وما اذا كان الاوان قد حان للتخلي عن تقليد بدأ منذ انشاء الصندوق عام 1945 بتولي أوروبي منصب المدير. وتضغط اقتصادات ناشئة كي يتقلد المنصب أحد أبنائها. واقترحت الصين والبرازيل وجنوب افريقيا طريقة جديدة لاختيار المدير الجديد للصندوق. وقال وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا بعد استقالة ستروس كان //وفقا لما اتفقت عليه مجموعة العشرين فانه يجب اختيار رؤساء المنظمات المالية الدولية وكبار القادة استنادا الى قدراتهم وذلك من خلال عملية مفتوحة وشفافة. لذا أعتقد أنه يجب اختيار الشخص المناسب من خلال عملية كهذه.// وتأتي استقالة ستروس كان في وقت حساس بالنظر الى الدور الكبير الذي يلعبه صندوق النقد الدولي في مساعدة دول بمنطقة اليورو مثل اليونان وايرلندا والبرتغال على مواجهة مشاكل ديونها الضخمة. ويقول الاوروبيون ان أزمة ديون منطقة اليورو تجعل من المنطقي أن يحتفظوا بمنصب مدير صندوق النقد الدولي.ويقوم جون ليبسكي الرجل الثاني في الصندوق بدور القائم بأعمال المدير حتى يختار المجلس التنفيذي للصندوق خليفة لستروس كان.