قالت شرطة نيويورك ان الادعاء وجه اليوم الاحد اتهامات لدومينيك ستروس كان مدير صندوق النقد الدولي بارتكاب عمل جنسي جنائي ومحاولة اغتصاب واحتجاز بشكل غير قانوني في قضية الاعتداء الجنسي على خادمة في أحد الفنادق بالمدينة. ومن المتوقع أن يمثل ستروس كان أمام قاضي الولاية في وقت لاحق اليوم الاحد. وكان محاميه بنجامين برافمان قال في بريد الكتروني لرويترز ان موكله سيدفع ببراءته، وقال محام يمثل دومينيك شتراوس-كان مدير صندوق النقد الدولي والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الفرنسية الذي احتجز أمس السبت في مطار جون اف.كنيدي الدولي بنيويورك ان موكله سيدفع ببراءته من تهمة الاعتداء الجنسي على خادمة. وأجاب بنجامين برافمان الذي يمثل شتراوس-كان على سؤال لرويترز عبر البريد الالكتروني. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان ذلك يعني انه ينفي جميع التهم الموجهة اليه اجاب "نعم". لكنه رفض الادلاء باي تعليق حول الاجراء. وكانت امرأة في الثانية والثلاثين تعمل في فندق سوفيتل في نيويورك اتهمت ستروس كان بانه حاول اغتصابها بعد ظهر السبت. وغادر ستروس كان الفندق قبل وصول الشرطة متوجها الى مطار كينيدي حيث استقل طائرة انزل منها قبل اقلاعها بقليل. ويحتمل ان يؤدي توقيف المدير العام لصندوق النقد الدولي إلى وقف السباق الرئاسي للمرشح الاشتراكي المرجح لدى الفرنسيين في استطلاعات الرأي لمنافسة نيكولا ساركوزي في 2012. ويتوقع ان يحدث هذا الاتهام الموجه رسميا الى المدير العام لصندوق النقد الدولي زوبعة في حملة الانتخابات الرئاسية, اولا لدى المعسكر الاشتراكي حيث يبرز ستروس كان في استطلاعات الراي كمرشح مرجح لخوض الانتخابات باسم الحزب الاشتراكي في العام 2012, ثم لدى الطبقة السياسية الفرنسية باكملها، وما يزيد من حدة هذه الزوبعة ان استطلاعات الرأي الاخيرة ترجح فوز دومينيك ستروس-كان في مواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي التي يتوقع ان يترشح العام المقبل. وقد تحدثت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري اليوم الاحد عن "صاعقة" بعد اتهام ستروس-كان وعبرت عن "ذهولها" داعية حزبها الى البقاء "موحدا". واعتبرت رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد في فرنسا مارين لوبن المرشحة الى الانتخابات الرئاسية ان ستروس-كان "ان الوقائع المنسوبة الى دومينيك ستروس-كان, ان تبينت صحتها, هي على جانب كبير من الخطورة. وقد فقد مصداقيته تماما كمرشح لاعلى منصب في الدولة" بعد اتهامه في الولاياتالمتحدة بالاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب. واضافت "ان باريس كلها, باريس الصحافة وباريس السياسة تضج منذ اشهر بشأن العلاقات المرضية (...) التي يقيمها ستروس-كان على ما يبدو مع النساء. كنت انا نفسي ضحية بعض الشيء في مبارزة معه حيث كان غير لائق في كلامه". ومنذ زيارته الى باريس في نهاية أبريل الماضي يتعرض ستروس-كان لانتقادات شديدة من قبل قسم من الصحافة لنمط حياته وارثه العائلي. ويظهر في احدى الصور في سيارة بورش امام منزله الباريسي في بلاس دو فوج, ما اعتبر خطأ اعلاميا "طائشا" بحسب المقربين منه, وخطوة خاطئة تماما بحسب الغالبية الرئاسية. وقد قرر الجمعة شن هجوم مضاد باعلانه بصوت احد محاميه ملاحقات قضائية ضد صحيفة فرانس سوار، ويرى المؤيدون لستروس-كان في هذه الحملة الصحافية يدا للرئيس ساركوزي. فبتوقيفه السبت في نيويورك اصبح وضع دومينيك ستروس-كان معقدا للغاية. في العام 2008 طلب صندوق النقد الدولي اجراء تحقيق بشأنه اثر علاقة عاطفية مع مسؤولة سابقة في دائرة افريقيا في الصندوق بيروسكا ناغي. وقد تمت تبرئته في ذلك الحين لكن مجلس ادارة صندوق النقد اخذ عليه حينها "خطأ خطيرا في التقدير". وكانت زوجته آن سانكلير الصحافية التلفزيونية المشهورة السابقة اكبر المساندين له بطي "الصفحة" بالنسبة لعلاقته العابرة، وبحكم واجب التحفظ الذي يفرضه منصبه على رأس صندوق النقد الدولي لزم ستروس-كان الصمت بشأن نواياه حول الترشح الى الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي لخوض الانتخابات الرئاسية, لكن ايا من اصدقائه لا يشك في انه سيذهب في هذا الاتجاه بعد انعقاد قمة مجموعة الثماني في دوفيل اواخر ماي والخطة الجديدة لانقاذ اليونان. لكن هذه القضية تثير الشكوك. ويستفيد الفريق الرئاسي ايضا من ضعف موقف ستروس-كان اذ ان عددا من مسؤوليه يعتبرون انه المرشح الاكثر خطورة. حتى ان البعض اسروا اواخر الاسبوع بانه "الرجل الواجب اسقاطه". ووصفوا رئيس الدولة نيكولا ساركوزي بالمنافس الذي سيتحدى "المرجح الكبير" دومينيك ستروس-كان. ومنذ العام 2008 وعلاقته العاطفية خارج نطاق الزواج يشير اليمين الى ان الجانب الجذاب لدى المدير العام لصندوق النقد الدولي يشكل نقطة ضعفه.