قرر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي حل هياكله بفاس، على خلفية أزمة حادة يعيشها الحزب، دون أن تنجح عدة مبادرات لرأب الصدع بين مناضليه. وأعلن سعيد اشباعتو، عضو المكتب السياسي للحزب، عن هذا القرار وسط اجتماع داخلي إقليمي عقد مساء الأحد الماضي، في أجواء تبادل خلالها الاتحاديون الملاسنات والملاكمات وتعرضت فيها عدد من الأجهزة والميكروفونات للإتلاف بسبب نزاعات مفتوحة بين أطرافه حول الهيكلة. ونال سعيد اشباعتو نصيبه من الانتقادات، كما تعرض أحد المحامين لاعتداء، فيما رفعت شعارات أخرى تطالب ب«إبعاد» شباط عن حزب الاتحاديين، في إشارة من بعض الأطراف المتصارعة إلى «اختراق» الحزب من قبل الاستقلاليين. وقالت المصادر إنه سيتم تكليف لجنة من المكتب السياسي لإعادة هيكلة الحزب في جهة فاس بولمان. ووصف جواد شفيق، عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، قرار سعيد اشباعتو باسم المكتب السياسي بالقرار الشجاع، الذي تتطلبه اللحظة التي طالما انتظرها الاتحاديون بمدينة فاس. وقال ل«المساء» إن على المكتب السياسي أن يتحمل مسؤوليته «لأن مجموعة الجمود والتجميد لن تضع أسلحتها». ورفضت خديجة القرياني، المكلفة بالكتابة الإقليمية للحزب، إعطاء أي تصريح حول الموضوع، وقالت ل«المساء» إنها بصدد صياغة تقرير سترفعه إلى المكتب السياسي، ولا ترغب في التأثير على مجرى الأحداث، فيما شكك مصدر مقرب منها في مصداقية القرار المتخذ من قبل سعيد اشباعتو، ووصف القرار بالانفرادي والارتجالي، مضيفا بأن اشباعتو أعلن قبل فض الاجتماع عن تأجيل المؤتمر التنظيمي، قبل أن يعود من جديد ليتحدث عن حل أجهزة الحزب على هامش اجتماع ظهر أنه ليس باجتماع تنظيمي، حسب تعبير المصدر. وأشار المصدر نفسه إلى أن اشباعتو يقدم على أنه طرف غير محايد في صراع الاتحاديين بالجهة، بالنظر إلى كونه ينتمي إلى الجهة الموسعة القادمة (جهة فاسمكناس). وذكر بأن عددا من الشعارات انتقدت أصلا عضو المكتب السياسي للحزب وانتماءه السابق لحزب الحركة الشعبية، الذي يدخل ضمن خانة الأحزاب التي كان الاتحاديون يصفونها بالأحزاب الإدارية. وكان الكاتب الإقليمي السابق للحزب، المحامي محمد الدباغ، فضل تقديم استقالته بشكل نهائي من المسؤولية بعدما عجز عن إعادة الحياة إلى شرايين الحزب. وانسحب عدد آخر من أعضاء الكتابة الإقليمية، واستقال قياديون جهويون من المسؤولية، وتعرضت فروع الحزب ل«الشلل»، وتوارت نخبة الحزب عن الأنظار، فيما انشغل «ما تبقى من الكتابة الإقليمية» للحزب ب«إنعاش» الهياكل، وتمت الدعوة إلى عدة مؤتمرات تنظيمية لم تنجح، وسط خلافات بين الأطراف، قبل أن يقرر المكتب السياسي الإعلان عن حل الهياكل، في قرار مشابه لقرار سبق لحزب الأصالة والمعاصرة أن اتخذه لوضع حد لخلافات داخلية بالجهة كانت السبب في «اقتحام» مقر كتابته الجهوية وخوض اعتصام مفتوح.