نظم مجموعة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بالخميسات، يوم الاثنين 23 ماي الحالي، وقفة احتجاجية أمام المندوبية الإقليمية لقدماء المقاومين بعاصمة زمور، لإيصال أصواتهم ومطالبهم إلى الجهات المسؤولة على المستوى الإقليمي والوطني، ورفع التهميش عن هذه الفئة والإقصاء الممنهج الذي مورس على أفرادها رفقة أبنائهم الذين يعتبرون من (الجيل الثاني) للمقاومين. وأكد الحاج العربي الركيك رئيس المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمته أمام باب مقر المندوبية الإقليمية وبحضور أيتام وأرامل المقاومين، أن هذه الوقفة هي شكل من أشكال الاحتجاج على سياسة الإهمال وصم الآذان التي تنهجها المندوبية السامية المسؤولة عن القطاع برمته وتهميش الحكومة للمطالب العادلة للمجاهدين الذين بفضلهم نال المغرب استقلاله. موضحا، أن وضعية الأسرة المقاومة يرثى لها ومن ضحوا بتفان من أجل وطنهم هم الآن يعيشون على الصدقات ممثلة في راتب/معاش لا يتجاوز 350 و650 درهما شهريا، وأن هناك عددا كبيرا من ملفات المقاومين عالقة لدى اللجنة الوطنية ولجنة الاستئناف بمقر المندوبية السامية دون جواب. وأشار نفس المسؤول الإقليمي، إلى وجود تفاوتات كبيرة في توزيع رخص النقل على بعض المنتمين، حيث عدد كبير منهم مكدسون في خطوط جماعية يصل بعضهم إلى 20 و30 في خط واحد، وبعد تقسيمهم المدخول الشهري لا يتعدى نصيب كل واحد منهم 500 درهم في أحسن الأحوال، مقارنة مع ذوي النفوذ و(المحظوظين) الذين ينفردون بخط واحد حر لا يقاسمهم فيه أحد ويدرون الملايين في الشهر. وأكد العربي الركيك، أن المفارقة الخطيرة في الأمر هي تواجد سياسيين وملاكين كبار استفادوا من الأراضي التابعة للدولة والتي كانت في الأصل من الأراضي المسترجعة من المعمر الفرنسي والأولى بها هم المقاومون وأبناؤهم. وهو نفس الوضع المطبق على عدد من الرخص والامتيازات الأخرى التي مُرِّرت باسم المقاومين ولكنهم لا يكسبون منها سوى الشهرة الفارغة، كما أسماها. وطالب رئيس المجلس الإقليمي برحيل المندوب السامي، ورُفع شعار(ارحل.. ارحل) والإسراع في تلبية رغبة المقاومين المشروعة والقانونية في مجلسهم الوطني الذي طال انتظاره. متسائلا عن السر وراء ذلك وعمن يقف ضد تشكيله. وأبرز مطالب المنتمين لأسرة المقاومة، بتحسين أداء الخدمات الإدارية المقدمة لهم بالنيابات الإقليمية ومراعاة سنهم في كراء المقرات حتى لا تكون في الطوابق العليا. مضيفا أن السكن الوظيفي الذي كان لدى المناديب، حرموا منه هم الآخرون لغاية في نفس يعقوب بالمندوبية السامية، إضافة إلى افتقار المندوبيات للتجهيزات الضرورية والأدوات اللازمة للعمل. وعبر الإعلامي والحقوقي إدريس قداري، رئيس جمعية أبناء قدماء(م. أ. ج. ت) لإنعاش المقاولات الصغرى بالخميسات وعضو التنسيقية الإقليمية لأبناء المقاومين في تصريح ل«المساء» على هامش الوقفة الاحتجاجية، عن أسفه العميق جراء تمييع صورة المقاوم في المجتمع المغربي. مطالبا برد الاعتبار لهذه الشريحة التي هرم منتسبوها وإبعاد ومحاسبة المفسدين ومن تآمروا عليها وهضموا حقوقها ونكلوا بها، بالتشويه والتشكيك والتشهير، منذ الخروج العسكري للمستعمر الفرنسي من المغرب.