كانت الشكاية التي تقدم بها مالك ضيعة بدوار الشراكي لمركز الدرك الملكي بحد السوالم بداية لاستقبال شكايات تتعلق بسرقات رؤوس للماشية من مجموعة من الدواوير المحيطة بحد السوالم. وعرض المشتكي الأول خلال شكايته أنه كان ضحية سرقة بعض من أبقاره من إسطبل كان قد أقامه بجانب الضيعة وخصصه لتربية الأبقار والخيول، التي يرعاها أحد العاملين(م.ا)، الذي أخبر مالك الضيعة أن عملية سرقة استهدفت ثلاث بقرات من الإسطبل بعدما قام الجناة بكسر قفل باب الإسطبل، وأخرجوا الماشية وغادروا المكان دون أن يراهم أحد، وقدر المشتكي قيمة المسروق ب40.000 درهم. واستقبل درك السوالم مشتكيا آخر تقدم بشكاية عرض فيها أنه سرقت له بقرة وصغيرها، إضافة إلى عجل من إسطبل مجاور، وقدر ثمن المسروق في 33000درهم، ولم تمض أيام كثيرة حتى توصلت الضابطة القضائية بمكالمة هاتفية، أفاد من خلالها المتصل أنه تعرض لمحاولة سرقة عجلين من داخل الإسطبل، وأن ابنه تمكن من إلقاء القبض على أحد اللصوص بمساعدة بعض أقاربه. وعند انتقال عناصر الضابطة القضائية إلى عين المكان تبين أن الأمر يتعلق ب(ر.ب) الذي أفاد لحظتها أن رفاقه لاذوا بالفرار بمجرد ما علم أصحاب المنزل بوجودهم. الاستماع إلى المتهمين صرح المتهم عند الاستماع إليه أنه اقترف سرقتين بالنفوذ الترابي لقيادة السوالم، استهدف من خلالها بقرة وصغيرها من دوار الشراكي، وكان لحطتها بمعية ثلاثة من أصدقائه (م.م)و(ك.خ)و(م.ز)صاحب السيارة. كما اعترف بسرقة بقرة وصغيرها وعجل آخر بمعية(ك.خ) وبمساعدة(ي.ل) و(ع.خ)، وقام بنقلهما(مص.ز) أخ صاحب السيارة، واعترف كذلك بسرقة ثمانية عشر رأسا من الغنم كانت لازالت بإسطبل(م.م) ومعها بقرة وعجل. وعند الاستماع اليه صرح(م.م) بأنه نفذ سرقتين رفقة(ك.خ)و(م.ز) صاحب السيارة وأخيه(مص.ز) و(ع.خ)و(ي.ل) بمركز حد السوالم، مضيفا بأن بقرة وصغيرها لا زالا بإسطبله، كما أن بقرة وصغيرتها توجدان بمنزل صاحب السيارة بإقليم سيدي بنور. وصرح(ك.خ) بأنه شارك باقي المتهمين في سرقة أربعة رؤوس أبقار من دوار الشراكي، وكذا بقرة وعجلين من دوارهم، وأنه على علم باحتفاظ صاحب السيارة وأخيه ببقرة وعجل بمنزله. وصرح (مص.ز) بأنه اقترف مع عناصر العصابة سرقة بقرة وعجلين، إضافة إلى محاولة السرقة، التي بسببها تم القبض عليهم، وصرح (م.ز) صاحب السيارة، التي كانت تقل المسروق من الأبقار، بأنه اقترف سرقة بقرة و ثلاثة عجول رفقة باقي المتهمين. كما قام بنقل18 رأسا من الغنم إلى منزل (م.م) وكان على علم بانها مسروقة، وصرح (ع.خ) بأنه نفذ سرقة البهائم رفقة (ك.خ) و(ي.ل) وتسلم مبلغ 1000 درهم من عملية السرقة. أمام المحكمة بعد إحالتهم على أنظار النيابة العامة اعترف المتهمون بالمنسوب إليهم، فيما أنكر (م.ز) صاحب السيارة، وأدرجت القضية بعدة جلسات أشعر فيها المتهمون بالتهم المنسوبة إليهم: جناية تكوين عصابة إجرامية والسرقات الموصوفة، مع إضافة السرقة الموصوفة ل(مص.ز)والمشاركة في السرقة الموصوفة ل(م.ز)، حيث أنكر المتهمون التهم المنسوبة إليهم، فيما اعترف(ر.ب)، الذي صرح بأن له سوابق قضائية من أجل السرقة الموصوفة، وأنه نفذ عدة سرقات رفقة شركائه، مستعملين ناقلة ذات محرك لتسهيل عملية السرقة، بعد تخطيط مسبق بينهم، مبينا وقت إيقافه أن 18 رأسا من الغنم وبقرة وعجلا لا زالت بإسطبل(م.م)، كما أن بقرة وصغيرتها لازالتا بمنزل صاحب السيارة وأخيه، مضيفا بأنه ضبط في حالة تلبس أثناء قيامه بعملية سرقة بدوار العسيلات. واعترف(م.م) بأن له سابقة في محاولة القتل العمد، وأنه نفذ عدة سرقات ليلا رفقة شركائه، مؤكدا في الوقت ذاته أن بقرة وصغيرتها لا زالتا بمنزل صاحب السيارة وأخيه، وأن السرقات تمت من طرفهم بعد تخطيط مسبق وتوزيع للأدوار فيما بينهم. واعترف باقي المتهمين بأنهم نفذوا عدة سرقات استهدفت المواشي ليلا رفقة بعضهم البعض، وذلك بعد أن خططوا مسبقا لعملياتهم ووزعوا الأدوار فيما بينهم، موضحين في الوقت ذاته أن (مص.ز)و(م.ز) صاحب السيارة هما اللذان كانا ينقلان المسروقات على متن سيارتهم، وأكد (مص.ز) بأن السكينين والأداة الحديدية المحجوزة بسيارته هما للدفاع عن أنفسهم في حالة ضبطهم. وأضاف أخوه (م.ز) بأنه أصيب بمرض في يده ورجله، وأنه لم يعد يقوى على الوقوف والسياقة، فسلم السيارة لأخيه وأمره بمواصلة مهام السرقة وتنفيذ السرقات، التي كانت منوطة به ضمن أفراد العصابة. وبعد مناقشة ظروف وملابسات القضية أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بسطات حكمهما بسجن المتهمين ست سنوات نافذة، وهو الحكم الذي أيدته غرفة الجنايات الاستئنافية مع سقوط الدعوى العمومية للتنازل لفائدة (ي.ل).