على مدى ثلاثة أيام، عاشت الثانوية الإعدادية عبد المالك السعدي، المتواجدة بحي «سيدي معروف»، نيابة عين الشق في الدارالبيضاء، على إيقاع مهرجانها الثقافي، الذي نُظِّم تحت شعار «جميعا من أجل ترسيخ قيم المواطنة»، أيام 4، 5 و6 ماي 2011. وقد توزعت فقرات هذا المهرجان، الذي نظم برعاية من نيابة مقاطعة عين الشق، وبشراكة بين المؤسسة وجمعية آباء وأولياء التلاميذ، على المسابقات الثقافية والمباريات الرياضية وإنجاز جداريات في محيط المؤسسة. وقد حضر حفل افتتاح هذا المهرجان نائب وزارة التربية الوطنية في عمالة مقاطعة عين الشق وممثلو السلطة المحلية ومجموعة من مديري المؤسسات التعليمية في حي سيدي معروف، إضافة إلى مجموعة من الرياضيين والصحافيين والفنانين، نذكر منهم اللاعب الدولي السابق صلاح الدين بصير والصحفي الرياضي في القناة الثانية حسن فاتح والفكاهي محمد عطير. وأكدت فتيحة البيض، مديرة المؤسسة، أن المهرجان يأتي في إطار إحياء العمل الثقافي المدرسي، الذي يستأنس فيه المتعلم ويجري «مصالحة» مع البحث والإبداع وخلق مساحة أوسع للعمل الجماعي، في إطار انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها الاجتماعي والاقتصادي، بهدف بناء مواطن الغد، القوي، السليم والمبادر والواثق بالنفس، كما يروم هذا المهرجان تشجيع التلاميذ على الإبداع والابتكار، ومن مراميه العامة ترسيخ قيم المواطنة لدى الناشئة وتشبعها بالقيم النبيلة المؤطرة بالقيم الوطنية الثابتة. وقد عاشت المؤسسة خلال هذا المهرجان جوا احتفاليا كبيرا نظمه تلاميذ وتلميذات المؤسسة، الذين قدموا لوحات فنية تتوزع بين الفلكلور المغربي والأغاني العصرية، عربية وغربية، ومسرحيات هادفة، لاقت تجاوبا كبيرا داخل أوساط المؤسسة وعرفت انخراطا كبيرا لتلاميذها، عبَّروا من خلالها عن تعطشهم لمثل هذه المبادرات، التي يجب -في نظرهم- أن تتكرر كي تتاح الفرصة لأكبر عدد منهم للمشاركة في فقراتها والتعبير عن مخزونهم الفني والإبداعي وإبراز مواهبهم في ميادين متعددة. وكانت مفاجأة النهاية موهبة صغيرة اسمه «جاد» قلّد، بشكل ملفت للنظر، المغني العالمي الراحل مايكل جاكسون/ لاقى تجاوبا كبيرا من الحاضرين الذين غصّت بهم جنبات المؤسسة، خاصة أن هذه المؤسسة تتموقع وسط أحد أهم الأحياء الجديدة في «سيدي معروف»، وهو «حي المستقبل»، الذي يتميز بكثافة سكانية عالية وغلبة للأسر المتوسطة ومع ما تعانيه هذه الأسر في نقص في الأنشطة المنظمة لفائدتها وفائدة أطفالها، الشيء الذي خلق نوعا من الفرجة التي امتدت أصداؤها إلى محيط المؤسسة. وقد توج المهرجان بتوزيع مجموعة من الجوائز على المشاركين والفائزين بمختلف المسابقات التي نظمت ضمن فقرات هذا المهرجان، الذي أصر الجميع على جعله تقليدا منتظما.