السكر... زادو فيه... الزيت... زادو فيه... الحليب... زادو فيه... هذا مضمون كاريكاتور صدر في جريدة مقربة من القصر والدوائر الرسمية. هذا الكاريكاتور يترجم الواقع فعلا وينقل بشكل وفيّ معاناة المغربي البسيط في صراعه ضد الغلاء. لكن هذه الجريدة المقربة من القصر تعرف جيدا أن السكر والزيت والحليب هي مواد تستفيد من شبه احتكارها مجموعة أونا المملوكة في غالبيتها من طرف الأسرة الملكية... ومع ذلك، فقد ذهبت أياما قبل نشر الكاريكاتور إلى ربط ارتفاع أسعار الزيت بماركة دون سواها وسمّتها، حيث أوضحت أن الأمر يتعلق بزيت لوسيور كريسطال! وإذا عرفنا أن الذي يحرك تلك الجريدة من خلف الستار والذي يسير مجموعة أونا هو نفس الشخص أي الماجيدي، سنصاب بالدوار فعلا. هل الماجيدي هو من ينتقد القصر...؟ أم الماجيدي ينتقد نفسه..؟ الأكيد أنه.. «فيه حاجة غلط». نعم هناك شيء ليس على ما يرام، لأنه لا يمكن للماجيدي ألا يغفر للصحافة الجريئة التي تنتقد سياسات الريع الاقتصادي وتفضح الفساد وتنتقد هيمنة مجموعة أونا أو الهولدينغ الملكي، وفي نفس الوقت يمرر في «صحافته» تارة التلميحات وتارة أخرى سهاما مباشرة يبقى مغزاها.. لغزا! نفس الماجيدي، لا يتوانى في قطع مصادر الإشهار عن الصحافة ذات المصداقية والتي لا تخلط بين التحرير والإشهار والتي أخذت على عاتقها إبلاغ رسالتها بعيدا عن جوقة «كولو العام زين». هل يتعلق الأمر بسكيزوفرينيا؟ لا تعليق. أتذكر أنه عندما كانت «المساء» في بداياتها، كنا قد نشرنا صورة عن مظاهرة ضد غلاء المعيشة، وهي الصورة التي كانت تجسد مواطنين وضعوا حول أعناقهم أكياس الحليب وقنينات الزيت، وكانت علاماتها التجارية واضحة.. إذاك اتهمنا البعض بكوننا قصدنا ذلك بدافع الإشارة إلى مجموعة أونا وربط الاحتجاج بمن وراء الهولدينغ الملكي! لم نعر الأمر اهتماما واعتبرنا أن خيال البعض واسع وقلنا إننا نؤدي رسالتنا ولكل واحد تقديراته. لكننا وللأمانة، لم نكن نتوقع يوما أن يقوم «إعلام» الماجيدي بحملة ضد منتوجات مجموعة أونا، سواء بالغمز من خلال صور الكاريكاتور أو مباشرة من خلال الإشارة إلى الزيادة في أسعار لوسيور كريسطال (مع صورة كبيرة لقنينات هذه العلامة) عوض الإشارة فقط إلى مادة الزيت. وإذا كانت هذه ديمقراطية من الماجيدي فمرحبا بها ونسال الله أن يتسع صدر الماجيدي لنفس الانتقاد من طرف الصحف الأخرى بمختلف توجهاتها وأن يبقي سكرتير الملك بعيدا عن أزرار الإشهار، لأنه من المفروض أن تكون له مهام أهم وأسمى... على الأقل، سيحفظ لرؤساء الشركات المنتمية إلى مجموعة أونا ماء وجوههم. فلا أتمنى أن أكون مكان أي رئيس من فروع أونا.. بمنصبه وهالته لا يستطيع أن يقرر حتى في إشهار مؤسسته. ألا تجوز الشفقة على رئيس مجموعة كبرى يقول لك بكل لطف: «آسف لا يمكنني التحدث عن موضوع الإشهار لأنه من اختصاص المجموعة الأم».. أي أونا! وكريم زاز... رئيس شركة وانا للاتصالات، مثلا، لن يقول عكس ذلك!