حقائق وشهادات خطيرة قدمها كل من مرضى السرطان في مستشفى ابن طفيل وأساتذة كلية الطب والصيدلة في مراكش. دموع انسكبت من أعين مصابين بهذا المرض الخبيث وحسرة رسمت على أوجه كل من حضروا الندوة الصحافية التي نظمها المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في كلية الطب والصيدلة في مراكش، صباح أول أمس السبت، عندما كشف المتدخلون ممارسات من أسموهم «المافيا» ضد مرضى السرطان في مستشفى ابن طفيل. فقد أوضحت إحدى المريضات بهذا الوباء أن عددا كبيرا من الممرضين العاملين في هذه المصلحة رفضوا تقديم العلاج الكيميائي للمرضى، بذريعة أنهم يخوضون «معركة ضد الممرضة الرئيسية (مَاجُوْرَة) عن مصلحة الدم والسرطان في مستشفى ابن طفيل، زكية الفضلي، التي أشاد جميع المرضى والأساتذة الحاضرين بتعاملها الجيد وبتقديمها جميع المساعدات للمرضى، سواء داخل المستشفى أو خارجه. «توفيت تورية أمامي يوم الثلاثاء بسبب إهمال الممرضين، وأنا مستعدة لتقديم هذه الشهادة أمام القضاء».. بهذه العبارات صدمت مريضة الحاضرين، قبل أن تتعالى أصوات مطالبةً ممثلي الجمعيات الحقوقية الحاضرين بتقديم شكاية لدى وكيل الملك، وهو ما قامت به إحدى الفاعلات في المجال الصحي. وأوضحت المتحدثة أنه في ذلك اليوم خرج العشرات من المرضى، مرفوقين بأبنائهم وذويهم، إلى باحة المستشفى، حاملين قنينات الدواء (السيروم)، للتنديد بتصرفات بعض الممرضين المشرفين على هذا الجناح، والذين لم يمرَّ على تعيينهم في القطاع سوى ثلاثة أشهر، لكن تدخل والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، الذي حضر إلى المستشفى على وجه السرعة، حال دون خروجهم إلى الشارع العام. وفي الوقت الذي لم يلتق المفتش العام لوزارة الصحة، الذي حل بالمستشفى الجامعي بعد هذه الأحداث، بالمرضى والجمعيات الممثلة لهم ولا برؤساء المصالح المعنية، قرر عدد ممن حضروا الندوة تشكيل جمعية للدفاع عن المرضى والأطباء، تقف في وجه الممارسات التي تضر بالمرضى. وأوضحت زكية الفضلي، الممرضة الرئيسية في مصلحة الدم والسرطان، أن المضربين عن العمل طالبوها بأن «تغمضي عينيك علينا وتْفاهمي مْعانا».. مشيرة إلى أن آخر ما يهم هؤلاء الممرضين المحتجين هو صحة المريض، لأنهم قالوا للمشرفة على المصلحة: «المريض إيلا ما دارشْ العلاج ديالو ماشي مشكيلْ، وإيلا كان يموتْ، يموت، المهم هو تحقيق مطالبنا»... وشددت المتحدثة على أنها «مصرة على الوقوف إلى جانب المريض، ماديا وعمليا، حتى لو اقتضى الأمر توقيفي عن العمل، لأنني أريد أجري مع الله». وفي اتصال مع «المساء»، استغرب إبراهيم مومن، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، كيف قبِِل الأساتذة بالمقترَح الذي تقدم به المفتش العام لحل المشكل داخل هذه المصلحة، في الوقت الذي سبق أن تم اقتراح الحل نفسه لكن المسؤولين رفضوه. وبخصوص «الفساد» الذي أكد وجودَه الأساتذة، قال مومن إن جزءا من هذا الفساد هو ما يقوم به بعض الأساتذة «الذين يتركون المستشفى في كف عفريت ويتوجهون صوب المصحات الخاصة لإجراء العمليات». وأوضح المتحدث أن النقابة بصدد إنشاء ما أسماها «الجمعية المراكشية لإعادة الاعتبار للمستشفى العمومي»، طالبا من كل الفاعلين الانخراط في هذه المبادرة.