الموت ارحم من آلام المرض ومن المعاملة المشينة للممرضين والممرضات،والاضرابات المتكررة في القطاع الصحي التي لا تأخذ بعين الاعتبار معنى ان يحرم المريض من الدواء او من زيارة طبيبه، هذا الضغط النفسي والاحساس بالحكرة دفع باحد المواطنين إلى الإقدام على الانتحار شنقا على بعد مسافة قريبة من إدارة مستشفى ابن طفيل بمراكش ، ولولا تدخل مجموعة كبيرة من المواطنين الذين كانوا بدورهم في حالة يأس وغضب، لتهدئة الرجل الذي كان يعاني من مرض سرطان الحنجرة ، ونزع الحبل المحيط برقبته في الوقت المناسب، لوقعت الكارثة. هذا ولم ينته المشهد المؤثر عند هذا الحد فقد ارتفعت الآهات و الأصوات بشعارات منددة بالخدمات ، وطالبت برحيل الإدارة والتعجيل بالحلول الحقيقية لمعالجة الاختلالات التي يعاني منها القطاع الصحي بمراكش. هذا وتزامن الحادث مع الاضراب الذي نفذته الاطر الصحية يوم الاثنين بقسم الانكولوجيا بالمستشفى المذكور، الشيء الذي خلق إشكالية حقيقية وأوضاعا لا يمكن أن تستمر بشكلها الحالي، فإذا كانت وزارة الصحة قد وجدت في عدم التجاوب مع المطالب المشروعة للاطر الطبية وشبه الطبية وسيلتها للهروب من المسؤوليات الملقاة على عاتقها ونهج السياسة البالية التي تعتمد على تجاهل الاضرابات والاعتصامات، حتى ينال من المحتجين العياء ويتسرب إلى أنفسهم الملل، فيخضعون للأمر الواقع ، فإنها بالمقابل تتجاهل ما يترتب عن هذه الاضرابات من مآس ومعاناة لذى المرضى الذين يجدون أمامهم الأبواب الموصدة وشلل الكلي داخل الأقسام والاجنحة، وحتى داخل الإدارة، وحدهم رجال الحراسة الخاصة يقفون في وجه كل من سولت له نفسه الاحتجاج على هذا الوضع ، أو طلب مشورة، فيمنعوه من الدخول وأحيانا يتجاوزون اختصاصهم ويتدخلون في امور لا تعنيهم. اقتحم المرضى وأغلبهم مصاب بمرض السرطان اللعين قسم الانكولوجيا، ورددوا شعارات مناوئة للخدمات الصحية الرديئة بمستشفى ابن طفيل، علما أن خدمات كافة مستشفيات مراكش لم تخرج عن هذا النطاق، وأصبحت في السنوات الأخيرة مثال التسيب والفوضى والاستهجان بحق المرضى في العلاج، وايضا بحقوق العاملين الذين انعكس الوضع المتردي على مردودياتهم وتفانيهم في العمل