تعود الحياة إلى مهرجان سبسطية للثقافة والسياحة والتراث، بعد ما يقارب من عشر سنوات من الانقطاع لينطلق يوم السبت بعرس جماعي فلسطيني. وقال إبراهيم الحافي مدير المهرجان أول أمس الأربعاء لرويترز: «كانت المرة الأخيرة التي أقيم فيها مهرجان سبسطية عام 99 في جامعة النجاح الوطنية ونعيد هذا العام إقامة المهرجان ولكن على أرض سبسطية في بلدتها القديمة وعلى آثارها التاريخية لنلقي الضوء على هذا الموقع الجميل الذي يزيد عمره عن آلاف السنين.» وأضاف: «ستكون بداية المهرجان بعرس فلسطيني حقيقي يشارك فيه ستة من العرسان سيكون على وقع أغاني الحداء والزجل والرقصات الشعبية سيكون عرسا للتراث الشعبي الفلسطيني بكل ما في الكلمة من معنى.» وأوضح الحافي أن المهرجان سبسطية سيكون هذا العام مهدى إلى الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، وقال «إن معرضا عن حياة الشاعر الكبير محمود درويش سيشكل جزءا أساسيا من فعاليات المهرجان التي ستشتمل أيضا على عرض لمجموعة من الأفلام والصناعات الفلسطينية.» وأضاف «المهرجان يقام بدعم من عدد من المؤسسات المحلية والدولية وسيشهد توقيع اتفاقية بين السلطة الفلسطينية ومنظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم «اليونسكو» والبرنامج الإنمائي للأمم». ويشارك في مهرجان سبسطية الذي يستمر ثلاثة أيام الفنان الفلسطيني مراد السويطي، الذي تأهل إلى المرحلة قبل الأخيرة في البرنامج الشهير سوبر ستار إضافة إلى فرقة غنائية فلسطينية من عكا (زمن) التي تجمع في عروضها بين التراث الفلسطيني وموسيقى (الفلمنكو) الإسبانية. وقال الحافي أن مهرجان سبسطية سيكون سنويا، سيتم توسيع قاعدة المشاركة فيه في السنوات القادمة علما أن المهرجان استضاف في سنواته السابقة عددا من الفرق العربية والأجنبية. وبحسب دائرة الآثار الفلسطينية فان سبسطية موضوعة على لائحة المواقع التاريخية والتراثية ذات القيمة العالمية المتميزة في فلسطين التي تم تقديم عدد منها إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لتكون على لائحة التراث العالمي. وقال محمد جردادت، منسق المشاريع في دائرة الآثار في تصريح سابق لرويترز: «جرت أعمال ترميم محدودة في المواقع الأثرية ونحن هنا نتحدث عن مكونات المدينة الرومانية .. منطقة سكنية وملعب لسباق الخيل ومبان دينية ومدرج ومسرح وسوق مركزي ومقابر». وأوضح جرادات أن ما يعيق التنقيب في المواقع الأثرية في سبسطية طبيعة تقسيم البلدة إلى منطقتين «ب» و»ج»، حسب الاتفاقية الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى انه بموجب الاتفاقية يكون للسلطة الفلسطينية سيطرة إدارية في المنطقة «ب» بينما ليس لها صلاحيات في المنطقة «ج».