أعاد فيديو نشر على موقع «يوتوب» معاناة نزلاء الخيريات الإسلامية في المغرب إلى الواجهة. ويسلط شريط فيديو نشر يوم الجمعة، 14 أبريل، على الموقع الأمريكي المتخصص في بث الفيديوهات، وعنون ب»عندما يموت الضمير وتستباح أموال اليتامى»، الضوء على معاناة نزلاء الخيرية الإسلامية في فاس. وحسب شهادات بعض النزلاء، الذين أكدوا أنهم قرروا البوح بمعاناتهم طواعية، فإنهم يعيشون معاناة إنسانية حقيقة. بوجوه شاحبة وملابس رثة، ظهر أربعة أيتام في الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع في الأنترنت ليعبروا عن شعورهم «بالحكرة والحرمان». تحدث هؤلاء الأيتام وأماطوا اللثام عن الممارسات اللا إنسانية، التي يعيشونها في هذه الخيرية، حيث تحدث أحد النزلاء على هزالة نوعية الأكل الذي يقدم لهم وضعف قيمته الغذائية، فوجبة الغذاء تتضمن «في الغالب الفاصولياء أو الأرز مع خبزة»، هذه الأخيرة تعد حقا «مكسبا» ناضل الأطفال من أجل انتزاعه. وفي هذا الصدد، قال أحد الأطفال في الشريط: «الخْبزة كانت كتمشي قبل في الساك»، متهما المؤطرين ب»سرقة الخبز»، الذي هو من حق هؤلاء النزلاء. وإلى جانب النقص الحاد في التغذية، الذي أقر به النزلاء، أكدوا بأنهم يتعرضوا لسوء المعاملة من طرف المؤطرين وأن هؤلاء لا ينصفوهم، إن هو اشتكَوا من سوء معاملة أحد النزلاء. أما بخصوص المساعدات التي تقدم للجمعيات الخيرية، كالملابس مثلا، فقال أحد النزلاء، ظهر في الشريط أيضا، إنهم لا يستفيدون من هذه الملابس وإنما تمنح لهم ملابسهم القديمة. وببراءة الأطفال، قال هذا النزيل إنه يكره المدرسة لا لشيء سوى لأنهم يشاهدون الناس يحتسون كؤوس الشاي ويأكلون الرغيف (المْلوي). أما الطفل معاذ، الذي لم يكن ينتعل أي حذاء في قدميه، فأقر بأنهم يتعرضون للضرب المبرح من طرف المؤطرين باستخدام العصي أو أنابيب قنينات الغاز، وكانت علامات الضرب ما تزال مرتسمة على يديه. ومن الأمور الخطيرة التي كشف عنها الشريط، والتي ذكرت في مقدمته الشريط، استغلال رئيس الجمعية لخيرية، الذي ذكر الأطفال اسمَه في الشريط، مقر الجمعية الخيرية، التابعة للتعاون الوطني لأغراض سياسية، حيث يستغل أملاك الجمعية كمقر للحزب، الذي هو منسقه في جهة فاس. وحسب ناشري الفيديو، فإن الهدف من نشر هذا المقطع على «يوتوب» هو تسليط الضوء على «معاناة أيتام الوطن وأيتام الجمعية الخيرية الإسلامية في فاس» وتحديد المسؤول عن الوضعية التي يعيشها هؤلاء النزلاء. وقد حاولت «المساء» الاتصال بالخيرية الإسلامية في فاس من أجل معرفة ردها على الاتهامات التي جاءت في الشريط، خاصة في ما يخص تحويل استفادة رئيس الخيرية من مقرها لأغراض حزبية وسياسية، لكن هاتف الخيرية ظل يرن ويتم تحويل المكالمة إلى الفاكس لمرات عديدة.