أجلت المحكمة الابتدائية بصفرو النظر في ملف مسنة توفيت في ظروف غامضة بدار للعجزة أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى يوم 27 شتنبر المقبل. بالرغم من إدخال الملف إلى القضاء من قبل الجمعية التي تشرف على تدبير هذا المركز، فإن الحرب الكلامية لا تزال متواصلة بين طرفي القضية. ويتهم مسؤولو هذه الخيرية الإسلامية صحفيا محليا ورئيسة جمعية نسائية معهم أحد المحسنين بمخالفة قانون الصحافة ونشر أخبار زائفة. وكان موقع «يوتوب» قد نشر شريط فيديو، في 3 ماي الماضي يصور المسنة خديجة العلوي، وهي إحدى نزيلات المركز، وهي مستلقاة على سريرها بجرح غائر على مستوى فخذها. ووزعت الصور ذاتها بشكل واسع في إقليمصفرو وكتبت بعض الصحف المحلية مقالات حول الموضوع. ولم يمض على هذه «المتابعة الإعلامية» سوى أياما قليلة حتى توفيت المسنة. فيما قرر مسؤولو دار العجزة وضع الملف بين يدي القضاء لطلب الإنصاف من إساءة قالوا إنهم تعرضوا لها نتيجة اتهامهم بإهمال المسنة مما أدى إلى وفاتها. وقال جمال بوركبة، نائب أمين المال للجمعية، في اتصال ل«المساء» به، إن الصور والشريط الذي بث حول هذه المسنة جاء في إطار «حملة انتخابية سابقة لأوانها». وقال إن الملف حركته أطراف أخرى، مضيفا أن الغرض من عرض القضية على القضاء هو الوصول إلى الحقيقة ورد الاعتبار، ومشيرا إلى أن جمعيته تتوفر على ملف طبي قديم للمسنة. ونفى بيان للجمعية الخيرية الإسلامية وجود أي إهمال للمسنة خديجة العلوي، موضحا أنه تم تخصيص ممرضين دائمين لرعايتها. واتهم «الخصوم» ب«التشويش على النزهاء» و«ابتزازهم». وتحدث يوسف بوسلامتي، مدير جريدة محلية، أثناء الاستماع إليه من قبل رجال الأمن عن كون المسنة كانت تعاني من تعفن شديد بوركيها نتيجة ما سماه بالإهمال والتقصير. وتأسف عن عدم تمكنه من التقاط صور لها قصد نشرها في جريدته. وقال إنه نشر مقاله حول الموضوع في إطار مساعيه ل»فضح» ما سماه بالخروقات التي تطال بعض المسنين في المركز الخيري بصفرو. ومن جهتها، وصفت السعدية العابدي، رئيسة جمعية «إبداعات نسائية»، أوضاع نزلاء هذا المركز ب«المزرية». وقالت لرجال الأمن إنها عاينت أثناء زيارتها له، أوساخا على النزيلات، فيما النزلاء يتبولون على الفراش. وأخبرت المحققين بأنها عمدت إلى إخبار السلطات بهذه الأوضاع، لكن دون أن تكون هي التي التقطت صورا للمسنة. وردد محسن سرحان، وقدم نفسه لرجال الأمن على أنه أحد المحسنين، نفس الكلام حول وضعية الإهمال داخل هذا المركز، «رغم المساعدات والإعانات التي يتلقاها من مجموعة من المحسنين بغض النظر عن ميزانيته الخاصة». واعتبر جمال بوركبة، أحد مسؤولي هذه الخيرية، بأن المشتكى بهم عمدوا إلى تشويه سمعة المركز بالتقاط هذه الصور ونشرها على موقع «اليوتوب». وقال إن المركز استقبل هذه المسنة بجروحها قبل وفاتها بسنة. وبالرغم من أن هذا المركز يسيره جمعويون، فإنه يتبع لوزارة الداخلية بتنسيق مع مندوبية التعاون الوطني. ويبدو أن حداثة سنه وارتباطه ب«أم الوزارات» زادت من تفاعلات القضية. وكانت هذه المسنة تعيش وحدها في غرفة بأحد الأحياء الشعبية بصفرو. وعمد جيرانها إلى إخبار السلطات بوضعها الصحي والاجتماعي، مما عجل بنقلها إلى المركز المتعدد الاختصاصات بالمدينة. ومكثت به حوالي سنة، قبل أن «تقتحم» صورها وهي في وضعية صحية مؤلمة موقع «يوتوب» الشهير بشريط فيديو عنونه القائمون وراء إعداده فرنسيا ب»فضيحة صفرو»، ولم يمض سوى قليل من الوقت عن تاريخ نشر هذا الشريط حتى فارقت الحياة، تاركة خلفها ملفا قضائية لا يزال يثير الشقاق في أوساط الجمعويين بالمدينة.