لم تمض على تدشين الملك محمد السادس لمركز دار العجزة بصفرو سنة كاملة حتى أصبح مثار ضجة وصلت أصداؤها إلى المحكمة ودخلت إلى عالم «يوتوب» الشهير بسبب وفاة مسنة ظهر جرح غائر على مستوى فخذها. ويبدو أن «حساسية» كون المركز يتبع لوزارة الداخلية بتنسيق مع مندوبية التعاون الوطني هي التي زادت من تفاعلات القضية. فقد أسس هذا المركز متعدد الاختصاصات ضمن المشاريع التي أطلقتها الدولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأسندت مهمة الإشراف عليه إلى عامل الإقليم. موقع «يوتوب» نشر الشريط الذي يستعرض حالة المسنة خديجة العلوي بمركز دار العجزة بهذه المدينة، في 3 ماي الماضي، تحت عنوان «فضيحة صفرو» باللغة الفرنسية، ولم تمض سوى بضعة أيام لتتوفى هذه المسنة، وتزداد حدة الاتهامات بين فعاليات جمعوية وصحفية محلية وبين مسؤولين عن تدبير مركز العجزة. ففي الوقت الذي تقول فيه بعض الأصوات المنتقدة لأوضاع المسنين بالمركز إن إهمالا قد يكون وراء وفاة هذه المسنة، سارع مسؤولو المركز إلى رفع دعوى قضائية ضد هذه الفعاليات بتهمة القذف والسب العلني طبقا لقانون الصحافة. ومن المرتقب أن تنظر المحكمة الابتدائية بصفرو في هذا الملف في 17 يوليوز الجاري في جلسة ثانية. وحكت السعدية العابدي، رئيسة جمعية إبداعات نسائية بصفرو ل«المساء»، عن «مجهودات» قبلية قامت بها رفقة فعاليات جمعوية أخرى ومحسنين لإنقاذ هذه المسنة من مرض تقول إن الإهمال الذي تعرضت له زاد من حدته. وأشارت إلى أنها راسلت عددا من المسؤولين محليا وعقدت لقاءات معهم لإثارة انتباههم إلى وضع المسنة، لكن دون جدوى، قبل أن ينقل «يوتوب» جرحها الغائر ويعممه على الملايين من المشاهدين في مختلف بقاع المعمور وتتوفى المسنة خديجة العلوي أياما بعد ذلك. وسئلت هذه الجمعوية، وهي تمثل أمام رجال الشرطة القضائية، عن ملابسات تصوير المسنة داخل هذا المركز ونشر الصور في «اليوتوب». وقالت في جوابها إنها بصفتها فاعلة جمعوية نزلت رفقة فعاليات أخرى بالمركز وأخبرت المسؤولين بوضع المسنة وقدمت اقتراحات لمعالجتها، لكن الجمعية الخيرية الإسلامية المكلفة بتدبير شؤون دار العجزة رفضت الاقتراحات. ونفت وهي ترد على أسئلة المحققين أية علاقة لها بنشر الصور وتوزيعها في المدينة. وإلى جانب هذه الجمعوية، قررت الجمعية الخيرية الإسلامية، وهي الجهة التي تتولى المسؤولية المباشرة لهذا المركز، رفع دعوى قضائية مشابهة ضد صحفي محلي، وضد شخص يقدم في المنطقة على أنه وراء عدة مبادرات للبر والإحسان.