توجه المواطن عبد العزيز التوزاني، المصاب بإعاقة إثر حادث شغل، والبالغ من العمر 54 سنة، متزوج وأب لطفلين، صباح يوم الأربعاء 6أبريل 2011، صحبة زوجته وطفليه إلى مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنجاد من أجل تنفيذ اعتصام مفتوح، رافعا العلم الوطني وصورة الملك محمد السادس ولافتة كتب عليها «باسم الله الرحمان الرحيم، عائلة التوزاني الفقيرة تعرضت لاعتداء من طرف أياد سوداء بالمحكمة الابتدائية بوجدة»، واستقبل من طرف المسؤولين بالولاية لكن دون أن يتلقى أجوبة أو وعودا تخفف من مأساته ومأساة أسرته. اشتغل عبد العزيز التوزاني تحت مسؤولية شركة البناء وحفر الآبار لصاحبها «جمال ف.»، وتسلم منه الوثائق اللازمة من أجل تسوية وضعيته والتصريح به لدى المؤسسات المعنية من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتأمين، وتعرض في ما بعد لحادث شغل خطير تسبب له في إعاقة كلّية، «تعرضت لحادث شغل مأساوي يوم 18 يوليوز 2009، بقيسارية بن التاج بمدينة وجدة حيث انقطع حبل وسقطت في قاع البئر على مسافة 18 مترا، ونقلت على إثرها إلى مستعجلات مستشفى الفارابي بوجدة حيث مكثت هناك 26 يوما...»، يحكي ل«المساء» المواطن عبد العزيز التوزاني من على كرسيه المتحرك، بنبرة حزن وشعور بالحكرة ودموع تنساب على خديه تحت نظرات زوجته وطفليه اللذين كانا يرفعان العلم الوطني واللافتة الصارخة بالظلم والحيف اللذين يحسون بهما. أصيب العامل بعد سقوطه في قعر البئر بشلل على مستوى النصف الأسفل من جسده حيث فقدت جميع الأعضاء وظائفها وأصبح كالطفل في حاجة إلى من يهتم به ويساعده على التحرك وقضاء حوائجه، كما أصبح يستعمل الحفاظات كرضيع أو عجوز وهو في عزّ الرجولة، «لم أتوصل منه بسنتيم واحد، بل قام بالسطو على مبلغ 3000 درهم تم جمعه من طرف بعض المحسنين وكلفوه بتسليمه إلي، وتكلف محسنون بمصاريف العملية والعلاج الذي بلغ حوالي المليون سنتيم». وبعد خروجه من المستشفى، يضيف المعاق المتضرر، دخل صاحب الشركة معه في مفاوضات من أجل منحه تعويضات دون اللجوء إلى القضاء، إذ عرض عليه في بداية الأمر مليون سنتيم ثم رفعه إلى 6 ملايين سنتيم، لكنه رفض تسلم المبلغ بحكم أنه أصبح معاقا وعاجزا عن التحرك، ومنحه الطبيب في بداية الأمر شهادة طبية تقدر العجز في 45 في المائة ثم رفعتها الخبرة الطبية لطبيب إلى 90 في المائة.