نفّذ عشرات المواطنين في مدينة طانطان وقفة احتجاجية أمام مستشفى الحسن الثاني، في الأسبوع الماضي، لإثارة الانتباه إلى التزايد اللافت لحالات موت الأجنة والأمهات الحوامل بسبب الإهمال وغياب الرعاية الطبية. وقد رفع المحتجون شعارات تطالب بتحسين الخدمات وبحضور الأطباء الأخصائيين واعتبروا أن الأطباء دخلوا في ما يشبه الغياب المنظّم وقالوا إن أغلب الأطباء لا تتجاوز مدة عملهم خلال الشهر الواحد خمسة أيام. وحسب بيان لحزب العدالة والتنمية، الدّاعي إلى هذه الوقفة، فإن حوالي 12 حالة وفاة تم تسجيلها خلال هذه السنة بين الأمهات والمواليد الجدد، وأكد أن قسم الولادة في المستشفى المذكور يتميز بالغياب المتكرر للأطباء، مما يضاعف من حالات إرسال النساء الحوامل إلى خارج الإقليم (كلميم، تزنيت، أكادير)، معتبرا أن ذلك يضاعف من معاناة الأسر. ويرى المتتبعون أن قطاع الصحة في إقليمطانطان يعيش وضعية مزرية في المرافق والتجهيزات وتدبير الموارد البشرية، ونتجت عن التراكمات السلبية، على مدى السنوات الماضية، تراجعات ملحوظة في مستوى خدمات هذا القطاع الاجتماعي، وقال بعض المهتمين، لدى اتصالهم ب«المساء»، إن الأطباء الراغبين في أداء واجبهم يواجهون إشكالية غياب التجهيزات الضرورية لفحص المرضى وتشخيص الحالات بدقة، وهو ما يجعل تواجدهم بالمستشفى شكليا في غياب التجهيزات. وفي رأي المحتجين، فإن مستشفى الحسن الثاني تحوّل من مرفق صحي إلى «محطة» لانطلاق سيارات الإسعاف وتوزيع المرضى على مستشفيات المدن المجاورة، وقالوا إنه تم تسجيل 80 رحلة لسيارات الإسعاف خارج الإقليم خلال شهر مارس الأخير. وذكر بيان المحتجين أن عددا من الأقسام تعرف غيابا تاما للأطر الطبية، كقسم الأشعة وقسم طب الأطفال والأنف والحنجرة وطب الإنعاش والتخدير، بالإضافة إلى قلة الأدوية وسوء توزيعها وقلة التجهيزات وتقادمها وهشاشة المرافق الصحية وانتشار الروائح الكريهة. وفي الوقت الذي دعا المحتجون إلى التدخل السريع لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتوفير الخدمات اللازمة لضمان حق المواطن في التطبيب، فإن بيان الوقفة دعا إلى التحقيق العاجل مع المسؤولين حول هذا الوضع ومحاسبة المتسببين فيه.