أحدثت "الهاكا"، مؤخرا، وحدة داخلية جديدة في مديرية تتبع البرامج، مكلفة بمعالجة موضوع التنوع الثقافي واللغوي على مستوى البرامج السمعية -البصرية المقدَّمة من طرف المحطات الإذاعية والقنوات التلفزية، العمومية والخاصة. وعليه، تصبح مديرية تتبع البرامج متكونة من أربع وحدات: وحدة التلفزة، وحدة الإذاعة ووحدة التعددية ثم الوحدة الجديدة. وتأتي هذه الخطوة كتكملة للمسار الذي كانت قد دشنته "الهاكا" خلال السنوات الماضية بخصوص هذا الموضوع، والذي توج بالتنصيص على مجموعة من المقتضيات القانونية والتعاقدية، لضمان التنوع اللغوي والثقافي في دفاتر تحملات الإذاعات والقنوات التلفزية وكذا لإحداث مجموعة عمل داخلية لمقاربة هذا الموضوع برئاسة عضو المجلس، الحسان بوقنطار، ثم إصدار تقارير دورية بهذا الخصوص، كان آخرها تقرير حول الأمازيغية في الإعلام السمعي -البصري الوطني خلال النصف الأول من سنة 2010، وأخيرا إضافة تبويب جديد في تقارير التعددية، التي تصدرها "الهاكا"، والخاصة بمعطيات كمية حول نسبة تدخلات الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات بالأمازيغية، مقارنة باللغتين العربية والفرنسية، حيث يشير تقرير التعددية الخاص بالنشرات الإخبارية خلال الشهور الثلاثة الأولى من سنة 2010 إلى أن نسبة هذه التدخلات بالأمازيغية بلغت في القناة الأولى 4 في المائة و7 في المائة بالفرنسة و89 في المائة بالعربية، في حين جاءت هذه النسب في القناة الثانية على الشكل التالي: 10.5 في المائة بالأمازيغية، 33 في المائة بالفرنسية و57 في المائة بالعربية. ومن أهداف هذه الوحدة الجديدة مراقبة وتتبع مدى حضور التنوع الثقافي (التنوع الموسيقي، العادات والتعابير الشفوية، الطقوس الروحية والأحداث الاحتفالية، المهن التقليدية، العادات الغذائية...) واللغوي المغربي (العربية، الدارجة المغربية، الأمازيغية، بتعابيرها الثلاثة، والحسانية) في وسائل الإعلام السمعية -البصرية المغربية، وكذا مدى احترام التزاماتها الكمية والنوعية المتعلقة بالأمازيغية. وستتكون الوحدة من 3 مراقبين، أحدهم مكلف بالإذاعات الخاصة والثاني بالإذاعات العمومية والثالث بالقنوات التلفزية. من جهة أخرى، وضعت "الهاكا"، وبتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، معجما بأربع لغات: العربية، الأمازيغية، الفرنسية والإنجليزية، يجمع ويرتب ويحدد مجموع المصطلحات الدقيقة والأكثر استعمالا وتداولا في الممارسة السمعية -البصرية الوطنية. وحتى يكون هذا المعجم في متناول عموم الجمهور والمتعهدين وباقي مهنيي القطاع، قررت "الهاكا" تعميم هذه الأداة الجديدة للاشتغال بواسطة طبعها ونشرها وكذا وضعها في موقعها الإلكتروني. كما قررت "الهاكا" وضع خبرة قانونية وتقنية رهن إشارة الهيأة العليا للصحافة والإعلام السمعي -البصري الموريطانية، استجابة لطلب من هذه الأخيرة، عبر إيفاد أحد أطرها من ذوي الكفاءة اللازمة، والمتخصص في القانون العام، للمساهمة في صياغة دفاتر تحملات المتعهدين العموميين والخواص وللمساعدة في وضع مساطر نموذجية للتعاقد مع الإذاعات والتلفزات الوطنية أو الأجنبية الراغبة في البث على التراب الموريتاني. وستنجز هذه المهمة بدعم من المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في إطار برنامجي عمل الشبكة الفرنكوفونية والشبكة الإفريقية لهيآت ضبط الاتصال، اللتين تضطلع الهيأة العليا المغربية برئاستهما حاليا.