سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قيادة الاتحاد الاشتراكي تفشل من جديد في رأب الصدع بين الاتحاديين داخل فيدرالية الشغل الراضي اتفق مع بعض القياديين على تجاوز الخلافات داخل النقابة وفريق آخر نقض الاتفاق
فشلت قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من جديد في رأب الصدع بين الاتحاديين المتصارعين داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وهو الصراع الذي يهدد مستقبل هذه المركزية النقابية ويسير بها في اتجاه الانشقاق. وذكرت مصادر مطلعة من داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل، في اتصال مع «المساء»، أن لقاء جمع الأربعاء الماضي بين عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، وعبد الرحمان العزوزي الرئيس السابق للفيدرالية والطامح لولاية جديدة، وعبد الحميد فاتيحي الذي يرغب في تولي قيادة المركزية النقابية، ورئيس المؤتمر عبد المجيد بوبكر. وخلال هذا اللقاء تم الاتفاق على عقد لقاء للمجلس الوطني الفيدرالي يوم السبت المقبل (26 مارس)، والتوافق على تشكيلة الجهاز التنفيذي للنقابة، وفي حالة عدم التوصل إليه، يتم انتخاب الأجهزة القيادية بالاقتراع المباشر. غير أن هذا الاتفاق، حسب عبد السلام خيرات، العضو القيادي بالنقابة، لم يحترم من قبل جزء من الفيدراليين المساندين لعبد الحميد فاتيحي، الذين عقدوا لقاء صباح أمس الجمعة بمقر الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء. وأوضح عبد السلام خيرات، في اتصال مع «المساء»، أن الذين عقدوا لقاء صباح أمس «يعملون خارج الشرعية»، من خلال «تجاوزهم صلاحيات الرئاسة» و«خروجهم عن وحدة النقابة من خلال غياب طرف كبير عن الاجتماع»، و«فقدانهم الشرعية السياسية من خلال عدم رضى المكونات السياسية داخل الفيدرالية عما يحصل». ويتعلق الأمر على الخصوص بالاتحاد الاشتراكي واليسار الاشتراكي الموحد واليسار الأخضر. وأشار عبد السلام خيرات إلى أن المجلس الوطني الفيدرالي سيعقد يوم السبت المقبل اجتماعه من أجل انتخاب قيادة جديدة للنقابة بعد أن عجزت عن تحقيق ذلك لمدة تقارب أربعة أشهر، منتقدا بعض النزعات الهيمنية من خلال ما أسماه عبد السلام خيرات إقصاء القطاعات «الصغرى» من التمثيل داخل المكتب المركزي للنقابة. ومن جهته، قال عبد الحميد فاتيحي أن اجتماع الأربعاء الماضي مع قيادة الاتحاد الاشتراكي لم يتم فيه الاتفاق على تأجيل اجتماع المجلس الوطني الفيدرالي إلى يوم 26 مارس، وإنما كان هناك اقتراح من قيادة الاتحاد بتأجيل اللقاء. وأوضح فاتيحي قائلا: «لم تكن لي الصلاحية في التقرير في تأجيل الاجتماع، وإنما طلبت من قيادة الاتحاد الاتصال بالفيدراليين الآخرين الراغبين في عقد اجتماع 18 مارس، وهو الأمر الذي قمت به». ودافع عبد الحميد فاتيحي في اتصال مع «المساء» عن شرعية اجتماع أمس، الذي حضره مفوضان قضائيان من أجل تحرير محضر للاجتماع، مشيرا إلى أن المجلس الوطني الفيدرالي الذي انعقد الأسبوع الماضي هو الذي قرر عقد هذا اللقاء، الذي من المنتظر أن ينتخب مكتبا مركزيا جديدا للنقابة. وأضاف فاتيحي قائلا: «إننا انتظرنا قرابة أربعة أشهر من أجل انتخاب قيادة جديدة، ولا يمكننا أن ننتظر أكثر لأن المغرب يشهد حركية لا يمكن أن تكون النقابة غائبة عنها، وكل المجهودات التي قمنا بها من أجل ذلك كانت تصطدم بأطراف لا ترغب في أن تتقدم النقابة». وكانت صحيفة «المساء» قد توصلت أمس الجمعة برسالة تحمل توقيع «فيدراليات وفيدراليين» تتحدث عن أزمة انتخاب المكتب المركزي من طرف المجلس الوطني الفيدرالي، وهي الأزمة «التي بدأت تجلياتها عقب خلق وضعية التنافس على مسؤولية الكتابة العامة للمنظمة، دون سابق إعلان ودون نقاش قبلي مع الأطر النقابية، وبعد فشل محاولات التوافق بين أعضاء المجلس الوطني الاتحاديين للخروج من هذه الوضعية المفتعلة»، وتنتقد فيها أيضا ما أسمته «بعض السلوكات والممارسات التي لا علاقة لها بالثقافة التنظيمية وأخلاقيات وقيم الحركة النقابية والديمقراطية». و قد وصفت اجتماع أمس الجمعة ب»المبادرات اللاتنظيمية». وأضافت الرسالة أن الأزمة داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل «تنتقل الآن في اتجاه تعقيد هذه الوضعية بإضعاف رئاسة المؤتمر. ويأتي هذا التوجه بعدما اختار البعض نهج أسلوب الهروب إلى الأمام، ومحاولة فرض الأمر الواقع، وذلك بعدم احترام قرار رئاسة المؤتمر القاضي بتأجيل اجتماع المجلس الوطني الذي كان مزمعا انعقاده يوم السبت 12 مارس 2011».