يبدو أن الحسم في اختيار كاتب عام جديد للفيدرالية الديمقراطية للشغل ستحدده مواقف الأطراف السياسية «الوازنة» الموجودة داخل المركزية النقابية، وبشكل خاص الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب الاشتراكي الموحد والخضر. وستعقد الفيدرالية الديمقراطية للشغل في حدود الساعة الثالثة من يوم الأحد (26 دجنبر) اجتماعا حاسما لانتخاب أعضاء المكتب المركزي، وكاتب عام جديد وسط خلافات كبيرة بين أعضاء المركزية النقابية بسبب وجود ترشيحين لمنصب الكاتب العام: عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام المنتهية ولايته والراغب في ولاية ثانية وأخيرة على النقابة، وعبد الحميد فاتحي، رئيس الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين والطامح إلى اعتلاء «منصة» الفيدرالية. وقال مصطفى مريزق، عضو المجلس الوطني الفيدرالي والمنتمي لحزب اليسار الخضر، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الجمعة، إن موقف حزبهم يتمثل في «الدفاع عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل وعن وحدتها واستقلاليتها وعن الديمقراطية داخلها وتحصينها من كل اختراق يأتي من الخارج». ولمن سيصوت أعضاء اليسار الخضر خلال اجتماع الأحد المقبل؟ هل لفاتحي أم العزوزي؟، يجيب مريزق بأنهم سيصوتون «للشخص الذي يتوفر على المواصفات التي تؤهله لقيادة النقابة، وهي صيانة الوحدة، وأن يكون كاتباً عاما للجميع ولا يمركز السلطات في يديه ولا يتخندق في جهة ما ضد جهة أخرى»، قبل أن يضيف بأن عبد الرحمان العزوزي «بحكم تعاملنا معه داخل النقابة يتوفر على كل هذه المؤهلات». وقالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن أغلب أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد العاملين في الفيدرالية الديمقراطية للشغل يؤيدون ترشيح عبد الرحمان العزوزي لولاية ثانية على رأس النقابة، مضيفة أنه لحدود الآن لم يصدر أي موقف رسمي يعبر صراحة عن دعم عن هذا المرشح أم ذاك. ويبدو أن الخلاف داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو أكبر قوة سياسية داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل، جلي. وتجلى هذا الخلاف في حضور عضوين من المكتب السياسي للاتحاد لبرنامج «حوار»، الذي استضاف يوم الثلاثاء الماضي عبد الحميد فاتحي، وهما إدريس لشكر ورشيدة بنمسعود، فيما غاب عدد من قياديي الاتحاد عن ذلك الحوار مثل فتح الله ولعلو والحبيب المالكي وعبد الهادي خيرات وحسن طارق وغيرهم، وهو الأمر الذي فسره مصدر من الفيدرالية، في اتصال مع «المساء»، بأن أغلب قيادات الاتحاد الاشتراكي ترغب في أن يتولى عبد الرحمان العزوزي قيادة المنظمة النقابية لولاية ثانية. ومن جهة أخرى، قال مصدر من الفيدرالية الديمقراطية للشغل يساند ترشح عبد الحميد فاتحي لرئاسة المركزية النقابية، إن على المنتسبين للنقابة أن يرفضوا الأساليب السابقة التي كانت تمارس في الحقل النقابي، مشيرا إلى أنه يحبذ أن تكون هناك ترشيحات كثيرة لمنصب الكاتب العام، وأن لا يفرض مرشح وحيد على أعضاء المجلس الوطني الفيدرالية، بل يجب أن يترك المجال لهم لكي يختاروا بشكل ديمقراطي رئيس المركزية النقابية. وأشار المصدر ذاته في اتصال مع «المساء» صباح أمس قائلا: «هناك حظوظ وافرة لعبد الحميد فاتحي لكي يصبح كاتبا عاما للنقابة إذا طبقت الديمقراطية خلال اجتماع المجلس الوطني». وأضاف «هناك من يتحدث عن مؤامرة من الخارج، ولكني أقول إن عبد الحميد فاتحي معروف بكفاءته وله الحق كأي عضو داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل في أن يكون له طموح في تقلد مناصب داخلها».